الاثنين، 28 نوفمبر 2011

من قصص الشهداء

من قصص الشهداء

قصة مقتل القائد خطاب
ابو عبدالله الشرقي

أبودجانه العبيدي الشرقي
الأمير الصغير

أبو ثابت نفس أبية وروح زكية
فارس البلقان أبو ذر الطائفي

أبو ياسر النشمي
أيوب التويجري

أبو سمية و عباد النجديان
أمين البسوني وياسين

أبو جعفر اليمني
أم تدفع ابنها لساحات الوغى

عربي براييف
ابواسيد الأردني

أبو آدم الأمريكي
عملية فدائية في القدس

أبو زيد القطري
ابومعاذ الكويتي

أبو همام الشهراني
أبو عمر الحربي




قصة مقتل القائد خطاب
بقلم : القائد أبوالوليد الغامدي

لقد كان مقتل القائد (خطّاب) رحمه الله تعالى فاجعة ومصيبة اصيبت بها الأمة ، نسأل الله عز وجل أن يتقبله من الشهداء ، ولما كان الأمر كذلك كثر اللغط بين الناس .. فمن مكذّب للخبر إلى متهمٍ لحرس القائد خطاب بالخيانة إلى غير ذلك من التحليلات والتفسيرات ، لذلك رأينا أن من واجبنا تجلية هذا الأمر بوضوح حتى ينشغل الشباب بما ينفع أمتهم وبما هو أهم والله المستعان ، وفي الرسالة التالية للقائد " أبو الوليد" توضيح وبيان لملابسات مقتل القائد (خطّاب) رحمه الله تعالى وتقبله من الشهداء ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم :

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله
فهذه قصة أستشهاد القائد خطاب يرحمه الله ...
لقد خطط أعداء الله لهذه العملية الجبانه لمدة سنه وهذا بإعترافهم بأنفسهم وأظن ذلك صحيحاً لأن أحد المتهمين بقتل (خطاب) رحمه الله لم يكن له إلا سنه واحده يعمل مع خطاب رحمه الله وقد كان كثيراً من الإخوه يحذرون منه وأنه يعمل مع الإستخبارات وتأكد هذا الأمر من أكثر من جهه بل إن صاحبه الذي يعمل معه المتهم الثاني لم ينكر ذلك وقال عمله هذا فقط من أجل الطريق وإدخال ألأغراض الخطيره وأكد هو بنفسه أنه لايعمل معهم أي مع ألإستخبارات موالاة لهم وإنما من أجل خدمة المجاهدين .

وكان (خطّاب) رحمه الله حُذر جداً في التعامل معهما فكان لايتقابل معهما إلا نادراً جداً وفي مكان بعيد عن مكان تواجده هذا، كان في بداية الأمر وكان الإعتماد عليهما في إحضار الأغراض قليل وذلك لوجود من يحضر الأغراض من الخارج وأكثر ثقة من هذين الشخصين رغم أنهما أسرع من يحضر هذه الأمور وأكثر قدرة وجرأه من غيرهما واستمر الوضع على هذا الحال لعدة أشهر أظهرا خلال هذه الفتره تعاوناً كبيراً وعرفا خلالها كل الطرق التي من خلالها ندخل أمور كثيره أخرى فبلّغوا عن هذه الطرق وعن المتعاونين معنا الذين يأتون لنا بالأغراض من الخارج فأغلقت هذه الطرق كلها وقُبض على أكثر المتعاونين معنا ولم يبقى إلا هذا الطريق مع هذين الشخصين .

وزادت الشكوك وعدم الثقه فيهما وحذر الإخوه أخونا خطاب مرة ثانيه منهما ولكنه كان يقول رحمه الله لو يريدان أن يعملا شيئ لعملاه منذ سنه ورغم هذا سأكون حذراً إن شاء الله وكان يظن خطرهما يكمن في تبليغ العدو عن مكان تواجده ولكنهما أتياه من مأمن أخزاهما الله , واستمر الوضع بهذه الطريقه يأتيانه بالأموال والرسائل والأجهزه الاسلكيه من البلد المجاور وعندما جاء الموعد الذي تو اطئوا عليه وضعوا له سماً قوياً في إحدى الرسائل المرسوله من أحد الإخوه العرب في البلد المجاور وكانت هذه الرساله مرسوله من قبل وكانت في حوزتهم وذلك أن تاريخ هذه الرساله لم يكن مطابقاً للرسائل التي جائت معها بل أقدم منها بأكثر من أسبوعين مع العلم أن الكاتب واحد , واحضروا هذه الرسائل مع بعض الأغراض وسلموها لحرس (خطاب)

وقالوا لهم إن فيها رسائل مهمه جداً يجب أن تصل إلى (خطاب) بأسرع وقت وفعلاً أخذ الحرس الأغراض والرسائل وخاطروا بأنفسهم من أجل إيصال الرسائل في أسرع وقت ووقعوا في كمين قُتل فيه أحد الإخوه المجاهدين وتركوا كل الأغراض وأخذوا الكيس الذي فيه الرسائل فقط لظنهم أن فيه رسائل مهمه وما علموا أن فيه مصير قائدهم وحبيبهم , ووصلوا إلى خطاب وكعادته يرحمه الله بدأ يقلب الرسائل وأخذ التي مكتوبه بالعربي وهذه الروايه ينقلها لي ألإخوة الذين كانوا مع خطاب رحمه الله فيقولون :


عندما فتح خطاب الرساله لاحظنا أن الرساله ليست كالرسائل العاديه لأن عليها مثل الغشاء البلاستيكي وكنا نظن أن هذا الورق من النوع الراقي وقلنا له مازحين أكيد هذه الرساله من ناس كبار مع أن الشك يساورنا لأن ورقها غير طبيعي وكنا نريد أن ننبهه على ذلك ولكن نحن نعلم أنه أفهم وأعرف منا في هذه ألأمور ولكن إذا حضر الأجل عمي البصر ، وكان رحمه الله يقرأ الرساله وهو يأكل مما جعل السم يدخل إلى جوفه مباشره وبعد عدة دقائق بدأ يشعر بدوران وبغشاوه على عينيه وكان يظن ذلك من أثر الصيام لأنه كان صائماً في نهار ذلك اليوم ثم ذهب إلى الفراش ليأخذ قسطاً من الرحه ثم عاد بعد بعض الوقت ليقرأ الرساله مرة ثانيه ولكنه لم يعد يرى الكتابة بوضوح وشعر بإرهاق شديد جداً ثم نام إلى الصباح وبعد صلاة الفجر بدأ يشعر بضيق التنفس وعدم وضوح الرؤيه وقال للذين معه أجمعوا الأغراض حتى لو حصل أي شيئ نتحرك بسرعه وهذه عادت كل المجاهدين فجمع أمير الحرس الأغراض والرسائل بما فيها تلك الرساله المسمومه وجاء وقت صلاة الظهر فلم يستطع أن يأم الإخوة في الصلاة وقدم امير حرسه في الصلاة وبعد إنتهاء الصلاة اشتد به الألم ثم سجد وبدأ يردد :

لاإله إلا الله .. لاإله إلا الله .. لاإله إلا الله

ثم سكت وغاب عن وعيه رحمه الله ثم اتصل أمير الحرس بأحد الإخوه الأنصار ليرى الأمر وعندما حضر هذا الأخ بدأ يرقيه بالقرآن وقال يجب إستدعاء الطبيب وهو أحد المجاهدين الأنصار وعندما حضر هذا الطبيب من مسافه بعيده ومن مكان خطير ورأى (خطاب) رحمه الله وكان العرق يتصبب منه بشكل كثيف جداً ورأى منه اعراض اخرى فعرف انها اعراض تسمم

فسأل الإخوه مالذي اكل فأخبروه أنهم أكلوا جميعاً من إناء واحد وشربوا من إبريق واحد وأنه لم يتفرد عنهم بطعام أوشراب من مدة ليست بالقصيره ولكنهم مباشرة تذكروا الرساله فرأها الطبيب وأكد أنها مسمومه وأمر من لمس الرسالة بغسل يده جيداً وقال إن (خطاب) في حاله خطيره جداً ويجب له عملية غسيل معده ولكن من سيقوم بهذه العمليه وأين ؟ لقد كان الإخوه في موقف صعب جداً ولا يعرفون ماذا يفعلون فأميرهم وقائدهم واحب الناس إليهم يلفظ أنفاسه بين أيديهم ولا يستطيعون تقديم أي شيئ له وماذا عساهم أن يفعلو وهم في الغابات لامستشفى ولادواء ولكن أحدهم اتصل بجهاز اللاسلكي وسأل عن دواء ضد التسمم ولكنه لم يجد وفي هذا الوقت أسلم (خطاب) رحمه الله الروح إلى باريها في هدوء وطمانينه نسأل الله أن يتقبله في عداد الشهداء وألايحرمنا أجره ولايفتنا بعده وأن يعوظنا خيراًمنه.

وفي صبيحة اليوم الثاني دفنوه رحمه الله في مكان آمن وتعاهدوا فيما بينهم ألا يخبروا أحداً بإستشهاده قبل أن يخبرونني كما تعاهدوا أيضاً ألايخبروا أحداً غيري بمكان قبره ، وما زالوا على هذا العهد ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ونسأل الله عز وجل أن يثبتهم وألا يبدلوا .

وفي صبيحة اليوم الثاني من دفنه رحمه الله بدأت ألإنزالات والقوافل الروسية تتدفق على المنطقه بشكل كثيف جداً وبدأو بالتفتيش في كل مكان وبشكل دقيق جداً لأكثر من اسبوعين وفي اثناء هذا التفتيش كان أثنين من ألإخوه الذين يعرفون مكان القبر يتسللان ليموهان القبر لأنه كان في تلك الفتره أمطار كثيره مما أدى إلى نزول القبر ألأمر الذي ربما يأدي إلى كشف القبر

ولم تكن هذه الحمله في هذا الوقت بالذات مجرد حمله عاديه ككل الحملات السابقه بل هي إمتداد لعملية اغتيال القائد (خطاب) والله تعالى أعلم وذلك لعدة أمور منها أن السم كان من المفروض أن يكون مفعوله بعد ثلاثة أيام وهذا ماحصل بالفعل لأمير الحرس فقد تأثر في هذا الوقت وبدأت معه تلك الأعراض من عدم وضوح الرؤيه وضيق التنفس على الرغم من أنه لمس الرساله فقط عندما جمع الرسائل كما ذكرنا أنفاً ولكنه ذهب بعد إصرار ألإخوة عليه إلى احد الأطباء المتعا ونين معنا في أحدى المدن البعيده وأخبره الطبيب أن في دمه سم ويجب أن يتعالج بأسرع وقت , كذلك من تلك ألأمور أن الروس عندما أعلنوا عن استشهاد (خطاب) رحمه الله ذكروا تاريخ يوم استشهاده مع العلم انهم لم يتأكدوا من استشهاده إلا عندما وقع الشريط في أيديهم بعد ثلاثه أسابيع تقريباً كما سنذكر إنشاء الله تعالى .

وهذا ألأمر يدل على أنهم كانوا يريدون القبض على (خطاب)عندما يكون عاجزاً عن الحركه من أثر السم وذلك بعد أن عجزوا ولم يستطيعوا القبض عليه أو قتله وهو بصحته فكم من المرات حاصروه بآلاف الجنود وفق معلومات أكيدة بمكان تواجده ولكن الله عز وجل يخرجه من بين أيديهم في كل مره سالماً غانما فله الحمد والشكر , ولكن لكل أجل كتاب .

وبعد إنتهاء التفتيش في تلك المنطقه اتصل بي أحد ألإخوه وقال لي (خطاب) يقول لك تعال بأسرع وقت هو يحتاجك ضروري جداً ومباشرةً تحركت ووصلت إلى المنطقه التي تركته بها من قبل ، وإذا بي اُفاجئ بخبر كالصاعقه نزل علي ولم أصدق أبداً ووالله لااستطيع أن اصف شعوري في تلك اللحظات العصيبة ووالله ما أتذكر أنني سمعت خبراً في حياتي أشد عليه من هذا الخبر ......

وفي هذا اليوم أعلن الروس مقتل (خطاب) وذلك قبل أن أعرف الخبر بساعه واحدة فقط وعندما تقابلت مع ألإخوه وأخبروني القصة بالتفصيل وشاهدت الفلم وأخذت بقية الرسائل . وكان من بين الرسائل رساله من الشخصين المتهمين فيها عنوان لهما ورقم تلفون وهذه أول مره يفعلان هكذا ! !

ومباشرة أعلنت عدم صحة خبر استشهاد (خطاب) وذكرت للإخوة في المخابرة أن هذا الأمر إشاعات مثل العاده وطلبت منهم أن يخبروا الإخوة الذين في البلد المجاور الذين أرسلوا الرسائل أن (خطاب) يقول لهم أن الرسائل التي أرسلت مؤخراً لم تصل إليه لأن ألإخوة الذين كانت معهم الرسائل وقعوا في كمين وفقدوا الرسائل فإذا كان في الرسائل شيئ مهم فأرسلوا غيرها , وكنت على يقين أن العدو يسمعني وهذا الذي كنت اريد وتوقف العدو بعد ذلك عن الحديث عن مقتل (خطاب) وظنوا أن الرسائل فعلاً لم تصل إليه ولكن عندهم شك كبير وذلك بسبب أن ألإخوه تكلموا بالمخابرة وطلبوا دواء للتسمم كما ذكرنا من قبل.

وكنت أسعى من وراء هذا العمل أن أطمئن المتهمين ليحضرا ونحن أرسلنا لهما خبر بأن (خطاب) يطلبهما لعمل مهم ولكنهما كانا مختفيين وطلب مني الإخوة أن ارسل أشخاص إلى العنوان الذي كتباه أو نتصل على ذلك التلفون ولكني رفضت ذلك لأني كنت مدرك أنهما كتبا العنوان ورقم التلفون من أجل أن يتأكدا أن الرسالة قد وصلت إلى خطاب وإلامن أين لنا بالعنوان ورقم التلفون وكانت هذه حيله من الإستخبارات ولكنها ولله الحمد لم تنطلي علينا ..

وبعد أيام قليله ظهر هذان الشخصان من جديد في البلد المجاور ولكنهما خائفان من المجيئ إلينا فالشك لايزال يساورهما وقالا للمرسول إذا كان (خطاب) فعلاً يريدنا فليكتب لنا رسالة يطلب منا فيها المجيئ وهذا الأمر ليس من عادتهما أبدا , فأرسلت عن طريقهما رسائل كان خطاب رحمه الله قد كتبها قبل استشهاده بأيام وأرسلت مع هذه الرساله خبر باسم (خطاب) أنكما إذا لم تأتيا بسرعه فسوف اقطع التعامل معكما وبعد وصول هذا الخبر لهما وعدا بالمجيئ خلال أسبوع وفي هذا الوقت أمرت الإخوه بأن يواصلوا كتمان الخبر وأن يدفنا الشريط والرساله حتى يأتي المتهمان ونقبض عليهما فالخطة تسير كما نريد ..

وتحركت إلى منطقة ثانية لأرتب فيها بعض ألأمور حتى يحضر هذان الشخصان ولكن أمير الحرس غفر الله لنا وله أجتهد وأخذ الشريط والرساله وبقية أغراض (خطاب) وذهب بها إلى قرية مجاورة لايوجد فيها تفتيشات كثيرة والمتهمان وعدا بالمجيئ إليها وفي الطريق وقع في كمين وقتل رحمه الله واُخذ الشريط والرساله وبقية ألأغراض ولا حول ولا قوة إلا بالله وهكذا تأكد أعداء الله من مقتل (خطاب) رحمه الله ولم يأتي المتهمان وعرفا ماذا ننوي ولكن أحدهما قتله ألأبطال في تلك البلاد البعيده وأما الأخر فإلى الأن لم نجده ومطاردته مستمره وسوف يلحق بأخيه هو وبوتن بإذن الله تعالى ولوبعد حين .

هذه قصة استشهاد القائد البطل المغوار (خطاب) رحمه الله تعالى وتقبله في عداد الشهداء ربما يسأل سائل لماذا (خطاب) لم يقتنع بكلام المجاهدين من حوله ويبتعد عن هذين الشخصين فأقول هناك سببين رأيسيين :

أولهما: أنه كان رحمه الله حريصاً على متابعة الأمور بنفسه بحكم الأمانه الملقاه على عاتقه وحقيقةً أنا أشعر الآن بهذا الشعور الذي لم أكن أشعر به من قبل فإذا كان المسؤول لايتابع الأمور بنفسه رغم الأخطار فإن العمل لايسير على الوجه المطلوب ..

والأمر الثاني: أن أحد هذين الشخصين كان مجاهداً معنا في الحرب الأولى وكان (خطاب) رحمه الله يقول للأخوه هذا الأمر والإخوه يقولون له إن قديروف وسلم وغيرهما كانوا من المجاهدين في الحرب الماضية ولكن إذا جاء القدر لم ينجي الحذرولكل أجل كتاب .

وربما يسأل سائل آخر لماذا تأخرت كتابة القصه إلى الآن فأقول والله لم أكن أعلم أن قصة استشهاد أخونا رحمه الله غير واضحه إلا عندما قرأت كُتيب عنه رحمه الله ولاحظت أن قصة استشهاده غير دقيقه بل في إحدى الروايات إتهام لحرسه بالخيانة وهذا مالم يكن ابداً فشهادةً لله أنهم من خيرة المجاهدين ولم يبقى منهم إلا أثنين والبقية لحقوا بأميرهم.

نسأل الله أن يجمعنا وإياهم في جنته ودار كرامته , فرأيت من واجبي أن أجلي الأمر وليستفيد المسلمون من هذه القصة
هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد .

كتبه: ابو الوليد عبد العزيز الغامدي
صفر1424هـ
الشيشان


أبو عبدالله الشرقي(مشعل القحطاني)


قصص الشهداء العرب في البوسنه - ابو عبدالله الشرقي(مشعل القحطاني) من حفظة كتاب الله الكريم ومن الطلبة المتفوقين في كلية الشريعه بالأحساء ومن حملة العلم الشرعي ، تتعجب من اخلاقه الفاضله وسمته العالي ووقاره العجيب وهيبته التي وضعها الله فيه إذا رأيته ترى نور الطاعه يخرج من وجهه بلا مبالغه ، كان ممن شارك إخوانه الافغان في جهادهم ضد الروس والشيوعيين هو وأخ له يكبره قتل هنالك رحمه الله وتقبله في الشهداء وبعد مقتل

اخيه رجع لوالدته في مدينة الجبيل في الشرقيه وواصل دراسته الجامعيه حتى توفيت والدته رحمها الله وكان يراودها بذهابه الى البوسنه فترفض وخطب من عائلة مباركه وعقد على المرأه وحدد موعد الزواج ولكن الله يأبى الا ان يزوجه من الحور العين ان شاء الله وبينما هو في المستوى الأخير في الجامعه لم يصبر على ترك الجهاد وهو يتابع اخبار المجاهدين هناك

فحزم حقائبه مع دخول شهر رمضان المبارك لعام 1415هـ واراد ان يمضي الشهر الكريم هنالك فوصل رحمه الله برفقة احد الاخوان الى عاصمة كرواتيا وهي زاغرب حيث سكن في فندق هناك ثلاثة ايام حدثت له فيها حادثة غريبه مع امرأة جميله. حاصلها انه اقام في الفندق لمدة ثلاثة ايام مع الاخ الذي كان برفقته وكانت هنالك امرأة تعمل في الفندق اعجبت بشخصه حيث كان وسيما كث اللحيه وشكله انيق فبدأت تحاول اغواءه وتتودد له ولكن الله عصمه منها حتى ثالث يوم فأتت لتنتصر لنفسها وكانت على الاستقبال وقالت له لو اردتك لنفسي لأغويتك وعشرة من أمثالك وذهب وتركها ، وانطلقت رحلته بالطائره حتى مطار سبليت ثم استقل باصا للدخول الى البوسنه فيسر الله له الدخول الى الأرض التي طالما حلم بدخولها وكان على موعد مع الأجل فيه(وماتدري نفس بأي أرض تموت) فكانت سعادته عند دخوله لاتكاد توصف هل صحيح انه دخل ارض جهاد؟ هل صحيح انه سيقاتل اعداء الله الصرب؟

هل صحيح انه سيرابط؟ و..و.., نعم كل ذلك صحيح. ذهب الى منطقة ترافنيك والتحق بالمجاهدين هناك وكان مكان المجاهدين في منزل متوسط قرى صغيره وبها عدة مساجد وهي على بعد قريب من الصرب وبدأرحمه الله كالغيث يعلم الصغار الفاتحه والصلاة ويعلم الكبار وهذا برنامجه اذا كان في القريه حتى احبه اهل القريه ولم يكن حاجز اللغه عائقا حيث تكفي مع النية الصادقه لغة الاشاره واذا صعد للجبهه يكون اكثر اختلاطه مع البوسنويين ليوصل اكبر قدر ممكن من الدعوة الى الله وتبليغ رسالته

. واستمر به الوضع هكذا حتى آخر شهر رمضان المبارك حيث صاح المنادي ياخيل الله اركبي حيث اتت عملية جبل فلاشيج الشهيره وهي على قمة مرتفعة شاهقه استراتيجيه مسيطر عليها الصرب ولكم آذوا المسلمين بالقذائف منها فأعد المجاهدون لتلك المعركة الفاصله فقد كانت الخطه ان يتسلل المجاهدون داخل اراضي الصرب بحدود ثلاثة كيلو مترات كما كان يتحدث بذلك من شارك فيها ومن ثم قطع الامدادات عن الصرب ويقتحم الجيش الجبل بكامله .

قبل العمليه بيومين تحدث ابوعبدالله مع احد الاخوه وقال له لقد رأيت في منامي انني اقتل اثنين من الصرب وتأتيني رصاصتان هنا واقتل فبشره الاخ بالشهادة على ظاهرها فما برح يردد الله المستعان لسنا اهل لها وامره بكتمان الرؤيه . تحرك اسود الله نحو المعركه وتسللوا حتى الفجر وهم يصعدون الجبال حتى قرب خروج الفجر وكان المجاهدون منهكون من الطريق ولم تبدأبعد المعركه فأمر القائد جميع المجاهدين بالافطار فأفطر المجاهدون ليتقووا على عدوهم الا هو لم يفطر واستأذن بذلك الأمير فأذن له، بدأت المعركه شديدة وقويه مع طلوع الفجر واستبسل اخونا في المعركه وتقدم الركب هو واثنين من المجاهدين فخرج مجموعه من الصرب المذعورين وتواجهوا وجها لوجه فاأطلق ابوعبدالله رشاشه تجاههم فقتل اثنين منهم واتته طلقتان في نحره وتحققت رؤياه وسقط الأخوين الذين كانا معه جرحى بين الصرب وباقي المجاهدين خلفهم بأمتار ولكنهم لايستطيعون انقاذ الجرحى لوقوعهم بين الصرب فأراد الصرب اخذهم كأسرى فدعى الله احد الاخوه الجرحى بحراره ياالله ..ياالله...ياالله وماهي الا ثواني معدوده حتى نزل ضباب كثيف استطاع المجاهدون ان يقتربوا من الاخوه وانقذوهم وفر الصرب مذعورين خائبين ، ووجدوا اخونا ابوعبدالله الشرقي قد فارق الحياه وهو صائم لم يفطر وارتسمت على وجهه ابتسامة عريضه عجيبه بل هي آيه ( وهي مصوره بشريط فيديو) ثم لما انزله اخوانه للقريه وحفروا قبره خرجت منه رائحة المسك التي يشهد بها كل من حضر دفنه

. فرحم الله اباعبدالله الشرقي ذالك الحافظ التقي الورع المتواضع واكثر الله من امثاله في الامة المسلمه



أبودجانه العبيدي الشرقي

شهداء العرب في البوسنه ابودجانه العبيدي الشرقي(فهد القحطاني) في بداية الحديث عن هذا المجاهد الشهيد ان شاء الله نسوق حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( ان احدكم ليعمل بعمل اهل النار حتى لايبقى بينه وبينها الا ذراع فيعمل بعمل اهل الجنه فيسبق عليه الكتاب فيموت ثم يدخل الجنه) اوكما قال صلوات ربي وسلامه عليه اخونا ابودجانه رحمه الله كان سائق شاحنه في

المنطقة الشرقيه وكانت جاهليته كبيره وسمعته بهذا الأمر مشهوره وفي يوم من الايام بينما كان ذاهبا للبحرين ليوصل حموله وكان في وضع شبه فاقد العقل من المؤثرات التي كان يتعاطاها انحرفت به الشاحنه وانزلقت من على جسر البحرين ولكن الله سلم بأن تعلقت بالسياج ولم تسقط على البحر واغمي عليه في هذه الاثناء ومن اقدار الله

وكان هذا عام 1993م في نهايته اوبداية عام94 كان اثنين من الاخوه يريدون الذهاب للبوسنه عن طريق البحرين وبينما هم على الجسر رأوا شاحنه ليست بغريبة عليهم فوقفوا ونزلوا ووجدوه صاحبهم حيث كان جارا لاحد الاخوه فنزلوا واخرجوه من الشاحنه وذهبوا به للشرقيه ولما افاق امروه بالاغتسال والوضوء وبعد ذلك صلى ثم بدأالاخوة يناصحونه ويقولون له لو انك مت لكانت ميتتك على معصيه بل كبيره فاحمدالذي نجاك منها ولم يختم لك عليها ووقعت كلماتهم في قلبه ثم ذهبوا وسافرو

ا فأخذ ابو دجانه يحاسب نفسه واعتزل اصحابه الفاسدين وكلما راوه في موقف للشاحنات ذهبوا اليه ووجدوه منفردا بالمصحف ويتلوه فلم يصدق رفاقه ذلك المنظر وظنوه يتخفى بذلك من جهة حكوميه، ومرت عدة اشهر ورجع الاخوه الذين انقذوه من السفر للمنطقة الشرقيه فذهب الى احدهم وطرق عليه الباب وسلم عليه بحراره ولم يعرفه الاخ؟ حيث اللحيه قد خرجت والثوب قصر والنور يشع من وجهه فعرفه بنفسه ففرح الاخ ايما فرح بذلك المنظر الجميل وادخله المنزل وبدأت الاسئله عن الجهاد والبوسنه وفضل الشهداء والمجاهدين والرباط و..و..و..

فقال اذا اقرب طريق للجنه هو الجهاد في سبيل الله وانا قد بلغت السادسةوالثلاثين وكلي ذنوب ومعاصي سألتك بالله ان ارافقك للجهاد؟؟ فقال الاخ الآن يوجد حصار على البوسنه وليس من السهل الدخول والاخوه ينتظرون ان يفتح الطريق اما في كرواتيا او سلوفينيا وكلا هاتين الدولتين ملآ بالمعاصي والخمور والنساء والفتن مالايطيق الصبر عليه بشر فقال سأذهب ولو انتظرت سنة كامله واخذ الاخ بمحاولة اقناعه ولاكن دون جدوى ، وفعلا ذهب ابودجانه لكرواتيا وفي مدينة ساحلية من اكثر المناطق في اوروبا فتنة وجمالا وابودجانه حديث الالتزام بعد فمع اصراره وصل لتلك المدينه الساحليه الحدوديه مع البوسنه والهرسك ومكث في بيت صغير هو واخ تركي قرابة الستة اشهر يترقب الطريق وكان كل وقته صلاة وعبادة وتعلم امور الدين من الاخوة الدعاة هناك حتى اتته البشرى بفتح الطريق فذهب ودخل الى البوسنه التى طالما حلم بدخولها المجاهدون وتوجه الى كتيبة المجاهدين في زينيتسا وتدرب هناك وأعد واستعد وكانت هناك معركة قرب قرية شيريشا

فدخلها وكانت اول معركة له في جهاده وفتح الله على المجاهدين في هذه العمليه وتخندق المجاهدون في تلكم الجبهه ونال شرف الرباط في سبيل الله وبعدها بشهرين اتت عملية اقوى واكبر وهي عملية فيسيكو قلافا ايضا في نفس المنطقه وشارك بها وكانت سعادته لاتوصف وكذلك شجاعته فقد كان يمتاز رحمه الله بقلب لايعرف الخوف وبه نخوة قلما تجدها وايثار ومحبة عجيبين يعرفها كل من رافقه رحمه الله وبعد تلك العمليات في عام 94 ذهب مع جمعية احياء التراث الاسلامي الكويتيه وعمل معهم في مدينة ترافنيك ومكث فترة هناك وتزوج ببوسنوية من اصل داغستاني

وكان رحمه الله شديدا في انكار المنكر في تلك المدينه حتى هابه جميع الفساق بها بل وصل صيته الى الكروات في منطقة فيتز المجاوره فلم يكن احد منهم يجرؤ بالمرور في مكان به ابودجانه ، ومقابل ذلك واصل اليل بالنهار لخدمة البوسنويين وخصوصا الكبار والاطفال حتى احبته المدينه بتواضعه الجم وروحه المرحه واجادته للغة البوسنيه واصبح حديث الالسن هناك بالخير ومع ذلك يذهب للمجاهدين في ترافنيك ويقضي حوائجهم ويرابط معهم واخبروه بوجود عمليات قريبه فاستعد وكان في كل عمليه(معركه) يرجع في منتصف الطريق حيث لايستطيع المواصله لأنه مصاب بمرض الربو وزاد عليه في الفتره الأخيره

حتى اتت عملية فلاشيج الثانيه في ليلة عرفه من عام 1415هـ وواصل مع الاخوة المشي نحو العدو وكان على غير عادته ؟؟ هادئا وكثير التلفت وكأنه ينظر لشئ وكان وقت العمليه الساعة الثانية عشر ليلا وبدأت المعركه وتقدم الليث ابودجانه ومعه سلاح الزوليا (قذيفه محموله) وتقدم نحو الصرب ومعه الأخ/مصطفى البوسنوي حتى اصبح مقابل للخندق بأقل من عشرة امتار وهو يستعد لضرب الصرب فأتته طلقات في نحره فسقط شهيدا

وخرج من فمه مثل النور وتأكد الاخ مصطفى من مقتله وذهب وتركه حيث شدة القصف وانسحب المجاهدون وهو لايكاد يمشي من البكاء على خله ابودجانه فلما امن المجاهدين امر الأمير بالتأكد من مقتل ابودجانه واحضار جثته فذهب اثنين من اسود الله ليتأكدوا وفعلا قتل ولكن جثته قد سحبها الصرب عندهم ومكثت جثته عند الصرب اكثر من شهرين ثم اتصل الصليب الأحمر بالجيش البوسني يخبره بطلب الصرب تبادلا للجثث ومن ضمن الجثث جثة عربي فأخبر الجيش المجاهدين ذهب الامير ومعه عدد من المجاهدين ،يقول الأمير ذهبنا للمشرحه فوجدنا الجثث حديثة القتل (يوم او اقل ) وروائحها كريهه ومنبعثه بشده

فدخلت غاصبا نفسي بين الجثث حتى وجدت نعشا مكتوب عليه -عرب - فحملته انا والاخوه واخرجناه فإذا الجثه مغطاة بكيس نايلون به سحاب واخبرنا الجيش ان هذه الجثث ومن ضمنها جثةالعربي لم تكن في ثلاجة للاموات بل مرمية في العراء فقربنا اخونا من القبر وفتحت بنفسي السحاب من جهة الرأس وكانت الخواطر تدور برأسي ورأس الإخوه كيف تكون حالته بعد شهرين ونصف هل اكله الدود؟؟ ام تغيرت ملامحه؟؟ ام؟؟؟؟؟؟ام.؟؟ بدأت بفتح السحاب ويدي وجسمي يرتجفان من المفاجأه فإذا وجهه كأنه القمر ولحيته المهيبه التي يكسوها البياض وجسمه هو هو لم يتغير ورائحة كرائحة الحناء والله يشهد على ذالك ثم الاخوه الحاضرين … شهرين ونصف لم يتغير منه شيئ حتى رائحته . فرحم الله ذلك الأسد ورزق ابنته( نوره) الصلاح والهدايه وهي الآن في السادسة من عمرها مع والدتها في البوسنه في مدينة توزلا ووداعا ياابادجانه واكثر الله من امثالك.



الأمير الصغير

هو من رحم الجزيرة من صلب الرجال الأول… كان سادس ستة طلاب غادروا الصف الثاني الثانوي من ثانوية الأنصار بالمدينة ولم يعودوا.. وأصبح لكل منهم قصة بطولة تعجز عنها الأحجيات...

فثانيهم أبو الزبير شهيد سرايفو وثالثهم الشهيد طالب النجار... ورابعهم الشهيد خالد الكردي وخامسهم ابن فرغانة الذي تحكي عن شجاعته الأجيال في صمت.. وسادسهم ذاك الذبيح الذي حزت الشظية عنقه من الوريد إلى الوريد.

السيارة الفارهة وسائقها الآسيوي النحيل..تمايلت أمام المدرسة كالطاووس..تنتظر ذاك الصغير… وطال الانتظار بضع سنين… فالصغير غادر مقعده منذ الصباح ولن يعود فلقد ترك تحت وسادته المخملية رسالة حزينة اعتذر للوالدين فيها فهو ربما يعود .. أولا يعود أبدا.. كانت الأمة مشغولة بمباراة هامة سيتحدد عليها مصير أحدهم..

لكن في خلسة - دون قصد- بين الإعلانات أطل وجه مسلمة كانت تعاني من السبي ويتيمان يبحثان في صندوق قمامة عن وجبة المساء … وكانت المحطة الأخرى تعرض سباق أجمل الكلاب…؟ تمتم الجميع بالأسى ..هو ..انتفض ..دس وثيقة السفر في قلبه وغادر المدينة.. وعلى الخط الفاصل بين الموت والقتل منع ولم يجيزوه كسمرة بكى كثيرا..جرح كثيرا… ذبحته نظرات الشفقة على صغر سنه..فقرر الهروب الى الأمام.. وبقي هناك بقميصه الأسود وبنطاله الكاكي.. -

لم يكن يملك سواهم - لبضعة سنين لكنه أصبح ينتمي لذاك الرعيل.. كان إذا الموت دار وانهارت القلوب في الأقدام .. والشظايا تأتي من كل مكان غرابيب سود وأشلاء أبطال كانت العيون تبحث عن الأمير الصغير .. تبحث عن شفيق كي ما يهدأ الروع الجانح كان بجسده النحيل ونظارته المشققة.. والمشدودة إلى وجهه بخيط مطاط وصوته الهادئ الحنون .. يعيد الحياة للمكان من جديد.. فيخجل الكبار الذين ظنوه صغيرا يوما ما .. .. ..

عدة أعوام قضاها يبحث عن الموت في فم الموت .. بكل حسابات البشر يموت في اليوم مائة مرة لكنه يخرج من دوامات القنابل وأمواج الانفجار .. أميرا موشحا بالدماء متوجا بالغبار تلمع عيناه كصقر مجروح. عشق أمنية كانت غريبة.. تمنى أن لا يكون له قبر ..واستمر في فم الموت معصبا بالأنفال يبحث عن الحياة لقد عرف الناس الشجاعة أنها الاندفاع باتجاه العدو.. وهو عرفها في أصعب أنواعها ألا وهي الثبات في الأرض حين تموج الدماء في المكان و يتقدم العدو ويتراجع الأبطال .. وبدأ الموت ينهض في كل مكان كانت صواريخ اسكود الغاضبة نوافير نار والطائرات تقرب الأرض من السماء ..

وفي هدير الدبابات ضاع صوت الرجال .. ولم يعد بمقدور حفنة من الأبطال - من الإعياء- إلا الانحياز وقرر هو البقاء.. في وجه مارد النار وسيل الدبابات كي ما يبطئ عجلة الموت حتى يصل أحبابه إلي مكان آمن …رمي بمدفعه القذيفة الأولى الثانية… حتى الأخيرة .. ووسد خده النحيل ماسورة المدفع كي يصوب.. لكنها كانت التي ستحمله الى السماء ..جاءته قذيفة في القذيفة …وتوهج شفيق وتبخرت دمائه ولم يبقى منه سوى كفه حكمة لايعلمها الا الله…؟؟؟ كتبها : مهاجر



أبو ثابت نفس أبية وروح زكية

مقاله كتبها : أبو سعد القندهاري رحمه الله في 8-2-1421 أبو ثابت نفس أبية وروح زكية ، أبت العيش في دنيا دنية ورفضت ما تطارده البشرية، لم يلتفت إلى هراء الناس ، ولا إلى أماني الوسواس الخناس ، طارت به أحلامه ، وحلقت به آماله ، لم تعرف له دار ، ولم يقر له قرار ، جال الأمصار ، وقطّع حياته بالأسفار ، كل ذلك لأنه يحمل همّا وله مبدأ ، له همّ لا كالهموم ، نعم كان

يحمل هماً ، فماذا كان هذا الهم ، هل كان في أمواله وعقاراته ؟ أم كان في زوجته وأولاده ؟ أم في شيء من حياته ؟ كلا ولا . إن الهم الذي يحمله كان منعكساً على حياته ، إن الهم الذي يحمله هو الذي جعله يعيش عالماً آخراً ، يعيش حياة ليست كحياتنا ، ويفعل أفعالاً لا نطيق فعلها ، أنا لست أحكي حياته فهذا خيال ولست أروي قصته فهذا محال

تستحي الشجاعة أمثاله ، وتتبنى الشهامة أفعاله ، سل أراكان وكوسوفا والألبان ! سل أرغون وريان ! سل أراضي أروس مرتان ! سل وسل ... وأخيراً هاهي دماؤه تسيل على جبال الشيشان ، ونفارق جثمانه في ذاك المكان ، فلا نامت أعين الجبناء . وداعاً أيها البطل إلى لقاء يسوقه الأجل . وترجل الفارس الداعية المربي الشيخ صالح بن محمد الدهيشي (أبوثابت) أبو ثابت .. لا أدري أي صفاتك أعجب إلي أهو صمتك وهدوؤك .. أم زهدك وتواضعك .. أم شجاعتك وإقدامكم ..

أم عبادتك وصلاحك .. أم تضحيتك واحتسابك ؟ بل ذلك كله صنع منك شخصيه مميزة محبوبة .. وجعلت منك رجلاً قد قضى نحبه أو كاد في رأي كثير ممن رآك حيث اتفقوا أنك قد نلت سمات الشهيد فإنما الشهادة اصطفاء ( ويتخذ منكم شهداء ) ولانزكيك على الله . لا زلت أذكر يوم أتيتني غاضباً من انسحاب الأخوة المجاهدين في كسوفا أمام الصرب لما أراد الصرب الالتفاف عليهم وذكرت أن الجهاد يحتاج إلى ثبات وتضحية ..

وقلت في نفسي لا يصدر هذا الكلام إلا من رجل شجاع يضع نفسه موضعهم وأنه لا يمكن أن ينسحب حينها . وتقلبت أبا ثابت من الأفغان إلى ... إلى الشيشان تترقب منازل الشهداء ـ لا حرمك الله إياها ـ ويتساءل الناس عنك هل لازلت حياً بين الناس لأن الشهادة كانت تلوح بين عينيك . وكان الشيخ أبو عمر يقول هذا الرجل مصداق حديث النبي صلى الله عليه وسلم :" من خير معاش الناس رجل آخذ بعنان فرسه يطير على متنه كلما سمع هيعة أو فزعة طار إليها يبتغي القتل مظانه " قبل الموعد بأسبوعين يرى الشيخ أبو عمر أبا ثابت يحفر قبراً بيده فيؤولها بالشهادة وهكذا رآه أحد إخوانه . أما كيف تمت فبعد فتح أحد مراكز العدو تقدم المجاهدون إلى المركز الثاني وكان أبو ثابت في مجموعة الاقتحام فقال للأمير أبي جعفر دعنا نقتحم عليهم وأبو جعفر يصبِّره قال أبو جعفر فالتفت إليه وإذاهو رافع يديه يدعو فسقطت قذيفة هاون بينه وبين أخيه عبدالصمد الطاجيكي فقتلا رحمة الله عليهما .

فيا ترى بأي دعاء كان يدعو لعله كان يسأل الله الشهادة فاستجيب له كما استجيب لمن قبله فهذا عبد الله بن جحش رضي الله عنه يوم أحد يدعو : " اللهم لقني رجلاً شديداً حرده قوياً بأسه أقاتله فيك فيقتلني ويجدع أنفي ويقطع أذني ، فإذا لقيتك قلت فيم جدع أنفك وقطعت أذنك فأقول فيك يارب ، وتنجلي المعركة عن مقتل عبدالله بن جحش وقد جدع أنفه وقطعت أذنه " .. وهذا جابر جان (منصور الدوسري رحمه الله)

دعا عند الاقتحام : اللهم افتح علينا هذا المركز واجعلني أول الشهداء ففتحوا المركز وكان أول شهيد. وقفت وما في الموت شك لواقف كأنك في جفن الردى وهو نائم تمر بك الأبطــال كلمى هزيمة ووجهك وضاح وثغرك باسم أبا ثابت هل صحيح أنك لن ترجع إلينا ثانية فهذه زوجك التي شاطرتك مكابدة الحياة والتقلب في مواطن الجهاد تترقب رجوعك لتكمل مشوار الجهاد فكيف تمضي وحدك ؟ وهذا ثابت يسير على الخطى ليلحق بك ما بالك لم تنتظره وهذه ابنتك و هذا ابنك الصغير الذي رحلت إلى أرض الجهاد يوم أن بلغ اليوم الثاني من العمر ولم تره إلا مرة واحدة .

أبا ثابت لم يفقدك أهلك فقط بل فقـدُك عزيز على كل من عرفك لقد فقدك المسلمون في بنجلادش وفي ألبانيا وفي كوسوفا وفي الشيشان . أبو ثابت كان مثالاًَ لمن عرف الدنيا حقاً وهوانها على الله فكانت كذلك لديه ، لقد أدرك أنه لابد وأن يصنع شيئاً لأمته ولا بد أن يقدم شيئاً بين يديه فرأى أن أفضل الأعمال ذروة سنام الإسلام فارتقاه يستعذبون مناياهم كأنهم لا يخرجون من الدنيا إذا قتلوا وقد تميز أبو ثابت بالشجاعة وشهد له بها كل من عرفه ، لما أ سقطت طائرة للروس ونزل منها الطيار بالمظلة حيث سقط في الغابة امتشق أبو ثابت سلاحه ونزل يبحث عنه مسرعاً عله أن يكون أول من يظفر به . أسد دم الأسد الهزبر خضابه موت فريص الموت منه ترعد وأعرف الناس بأبي ثابت أهله وأصحابه الأقربون فهم أقدر أن يعرفوا به

وقد تلقينا بعض الرسائل التي تلقي بالضوء على جوانب من شخصيته . و قياماً بالواجب نحوه ورغبة في استلهام العبر والعظات من هذا البطل الذي بذل روحه في سبيل الله متوجاً بذلك سيرته الحافلة بالتضحية والبذل منذ بلغ الخامسة عشر من عمره الذي لم يتجاوز ثلاثين عاماً ، فهذه نبذة موجزة في نشأته وصفاته: أولاً : ميلاده : ولد عام 1391هـ وهو الابن الأول لوالديه ، تخرج في كلية الشريعة بالرياض عام 1413هـ .

تزوج بإحدى بنات عمه وله من الأولاد : ثابت (أربع سنوات ونصف) وسمية (ثلاث سنوات) ومحمد (أربعة أشهر) تقريباً . ثانياً : نشأته وصفاته تقول والدته حفظها الله : منذ صغره وهو قنوع في ملبسه ومأكله ، لا يكلف أحداً بشيء أو يطلب منه مساعدة حتى أمه وزوجته ، كان خدوماً لوالدته لا يرد لها طلباً ، وكان محبوباًً ، فلم يشتك منه أحد منذ عرفته ، لا يشتم أحداً أو يضرب أحداً منذ صغره ، وكان واصلاً لرحمه حريصاً على زيارة أقاربه ومن صفاته : -

كان حريصاً على إزالة المنكرات من البيت . - كان سخياً لا يدخر شيئاً من ماله . - كان شجاعاً لا يهاب شيئاً منذ صغره . - كان محبوباً من الجميع وكل من رآه أحبه وذكره بخير في كل مكان ، وبعد استشهاده هرعت الجموع الغفيرة إلى منزل والده مهنئة ومباركة ومعزية على رأسهم العلماء والدعاة وطلاب العلم ، وقد كان لحضورهم أثر كبير في تسلية الوالد وأهله . - كان ورعاً ينأى بنفسه عن أي أمر فيه شبهة وله في ذلك قصص معروفة . - كان صاحب عِزة شديدة يتقطع قلبه ألماً وحسرة لقضايا المسلمين وهمومهم وكذلك حين يسمع المنكرات - منذ سنين وهو يحدثني عن الشهداء وعظيم منزلتهم - قالته أمه . - بعد تخرجه عام 1413هـ عمل في التدريس في الجديدة بمدينة عرعر على الحدود الشمالية ، وقد ذهب إلى هناك برغبته

وبقي فيها سنتين داعياً ومعلماً محبوباً من الجميع ، ثم انتقل إلى الرياض وعمل أقل من سنة ثم استقال برغبته ورضاه ، وعمل محتسباً في الأعمال الدعوية والإغاثية والجهادية . ومن صفات : ـ الحرص التام على إخفاء أعماله وجهوده حتى من المقربين منه ، وهذه يشهد بها جميع أقاربه . ـ البعد التام عن المجالس التي يكثر فيها اللغو . ـ بعيدا عن الجدال في الأمور المعلومة المتقررة . ـ له عناية تامة بالجهاد وفضائله ويتيقن أن الجهاد أفضل الأعمال ، ويقول : الجهاد لا يعدله شيْ . ـ له عناية تامة بالعلم وقرأ على بعض المشايخ وكان يحضر دروس الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله تعالى وغيره من أهل العلم . ـ

كان صاحب اطلاع في كتب العلماء . ـ قال عنه أحد طلاب العلم الكوسوفيين ( دكتور) : ما رأينا مثله ، كان لاينام ولا يأكل إلا يسيراً ، وكنا نعمل معه في كوسوفا فكنا نتعب ولا يتعب ، وإذا تعب غفا قليلاً ثم استيقظ وواصل نشاطه ، كانت له عناية خاصة بالمستضعفين والمساكين ، اتصل بي هاتفياً قبل استشهاده بعشرة أيام وأوصاني ببعض الوصايا الخاصة به ". ـ قال عنه أحد المشايخ : أشهد لله بأنني ما رأيت مثله ، وأشهد إن شاء الله بأنه ممن قال الله فيهم (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه . ـ وقال أيضاً : إنه كان يجاهد بعلم ويعرف من يستحق القتال . ـ ومن صفاته ـ كما تقول والدته ـ : كان صاحب قيام ليل لا يتركه رغم أنه كان ثقيل النوم إلا أنه كان يستيقظ بالمنبه ثم بدون منبه . ـ

كان لا يحب السهر ، وينام مبكراً قدر الإمكان ، ولا ينام بعد الفجر إلا نادراً . ـ لم يذكر عنه أنه نال من أحد أو اغتاب أحداً أو رفع صوته على أحد . ثالثاً : من أعماله : ـ سافر أول مرة إلى أفغانستان عام 1411هـ في شهر رمضان تقريباً وله عشرون عاماً تقريباً ، وبقي هناك ستة أشهر ، واعتذر عن فصل دراسي في الكلية . ـ تقول والدته : لم يتصل بنا خلالها ولم يصلنا منه إلا رسالة واحدة . ـ ثم سافر إلى ألبانيا وبقي فيها أربعة أشهر تقريباً . ـ ثم سافر إلى بنجلاديش وبقي فيها عشرة أشهر . ـ ثم رجع إلى ألبانيا مرة ثانية ومعه زوجته وأولاده . ـ ثم رجع إلى بنجلاديش ومعه زوجته وأولاده وذلك في أعمال إغاثية و دعوية . ـ

سافر إلى الشيشان عدة مرات . ـ والمرة الأخيرة سافر إلى الشيشان في آخر شهر رجب 1420هـ وقد خرج من بيته مغتسلا ولبس أحسن ملابسه وكأنه ذاهب إلى مناسبة وذلك بعد ولادة ابنه الصغير محمد بيومين فقط الذي لم يره إلا مرة واحدة فقط . ـ مما عرف عنه تسهيل أموره دائماً فكثيراً ما أنجز أعمالاً كثيرة في وقت يسير وله في ذلك قصص معروفة . ـ كان لطيفاً بأولاده ـ أصلحهم الله ــ ومن المضحك المبكي أن ابنه ثابت كثيراً ما يقول: لماذا لم يذهب إلى الشيشان إلا أبي ؟! ويقول إذا رجع أبي من الشيشان سيعطيني ريالاً وسأعطيه للمجاهدين في الشيشان أما موقف والديه وزوجته فقد كان موقفاً عجيباً : ـ أبوه يقول : الحمد لله الذي شرفني بقتله ، ويقول أيضاً : أتمنى أن يستشهد جميع أبنائي ، ومن عرف الله هانت مصيبته . ـ كان والده قول : لم أقل له يوماً واحداً لا تذهب إلى الخارج أو لماذا تذهب ، ويقول أيضاً : لقد حصّل ابني ما يريده ويتمناه . ـ

أمه حمدت واسترجعت ، وتقول : كنت أتمنى أن يكون من أبنائي من يجاهد في سبيل الله ، وتقول : أوصي أمهات الشهداء بالصبر والاحتساب . ـ وكذلك زوجته الصابرة المجاهدة التي لم يُنقل عنها كلمة واحدة في التضجر من كثرة سفر زوجها ومشاركته في قضايا المسلمين ، وتقبلت نبأ استشهاده بصبر واحتساب . ـ لقد كان صالح رحمه الله مدرسة وأمةً لوحده ،حياته عجيبة ومقتله عجيباً وكان مؤثراً فيمن حوله بصمته وسمته وهديه ومحبته للناس ، وكان استشهاده درساً عظيماً لأسرته وأقاربه الذين تقبلوا نبأه بصبر واحتساب بل وبفخر وغبطة وقد انهالت الاتصالات من أنحاء المملكة ومن خارجها مواسية ومعزية وذاكرة مآثر الفقيد وأعماله التي يتعجب منها القريبون منه الذين ما كانوا يظنون جلالة أعماله . ـ

مما هوّن المصاب وسهَّل الخطب وجفّف دموع ذوي صالح وأقاربه هذه الجموع الغفيرة والدعوات الصادقة التي تُشعر بالرفعة والمنزلة العالية التي كان يتبوؤها . كلمة والد " أبي ثابت " تلقيت خبر استشهاد ابني صالح كما يتلقاه أي أب مؤمن واثق بوعد الله للصابرين المحتسبين المدخرين الأجر عند الله ، الأب الراجي الطامع في أن يجعل الله ابنه من الذين قال الله فيهم :( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون * فرحين بما آتهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) وفي هذه بشارة عظيمة نرجو الله أن يرفع درجة الإيمان عند كل مسلم حتى تصل إلى فهم وإدراك هذا الموعود السامي لتتسابق إلى ميادين الجهاد والبذل والعطاء والسخاء بالمال والنفس والأهل والأبناء في سبيل الوصول إلى هذا المقام العظيم ، وأي شيء أفضل من حياة دائمة الرزق الكريم فيها مضمون

ألا تستحق المبادرة والإقدام ؟ بل والله إنها سلعة الله وسلعة الله غالية تحتاج إلى قوة إيمان وصدق مع الله . ونرجو الله تعالى أن يحقق للمسلمين العزة والغلبة والتمكين في الأرض كما أرجو الله سبحانه وتعالى أن يخلف لي في صالح برفع درجاتي عند ربي ويرزقني شهادة في سبيل الله وأن يقر عيني بصلاح أبنائي وبناتي وأولادهم وأن يريني فيهم خيراً وأن يحعلنا جميعاً من الذين يقبل الله شفاعة الشهيد فيهم لدخول جنات النعيم إنه ولي ذلك والقادر عليه إنا لله وإنا إليه راجعون وإنا لفراقك يا صالح لمحزونون وللدموع بعدك ذارفون ونرجو الله أن يجمعنا بك يا صالح في دار كرامته . وصلى الله وسلم على نبينا محمد حرر في 26/11/1420هـ

رحم الله أبا ثابت، وجمعنا به في الخالدين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر . ونأمل من أصحاب أبي ثابت ورفقاء دربه من الدعوة والتعليم والجهاد موافاتنا بما لديهم عن شخصيتة وأخباره ليكون نموذجاً للأجيال . نقلا عن صوت القوقاز



فارس البلقان أبو ذر الطائفي

أخيراً رحل فارس البلقان أبو ذر الطائفي ـ سمير الثبيتي عرفته الشيشان بأبي ذر الطائفي، عرفته قائداً شهماً شجاعاً أبياً صاحب خصال كريمة، عرفته فأحبته فاحتضنته، و جربته فقربته، فعانقته. إن أرض الشيشان لتفخر أن في قلبها أمثاله، و إن تربتها لتزهو طربا حين تضم أشكاله، ألا .فسلوا عنه ثلوج البلقان، وسلوا عنه أودية الأفغان وسلوا عنه جبال الشيشان

استمع أخي / فلقد آن الأوان لخط البيان، و تفيض الأشجان فتسطر الكلمات، وتسكب العبرات. أخي القارئ / إنني لست بالذي أطربه، أو أمدحه بما ليس فيه، فلو أنك عرفته ما لمتني على ما أقول، فإليك صفحات من حياته، ودرراً من كلماته لعل الله أن يوقظ بها قلوباً غافلة، ويصلح بها عقولاً عاطلة فتهب إلى الجهاد و تذود عن البلاد وتنقذ العباد من السفلة الأوغاد من الروس أهل الإلحاد، أو اليهود أهل الإفساد، و غيرهم من أهل الكفر و العناد

. بدأ الشهيد (أبو ذر) مسيرته في طرق الجهاد على أرض البوسنة والهرسك حيث ذهب إلى هناك، ذهب إلى هناك وهو في العشرين من عمره تقريبا وكان ذهابه إلى البوسنة حين سمع عن مآسي المسلمين هناك، فأعد العدة واستعد وغدا إلى أرض البلقان، وفي الطريق حصلت له بعض العقبات ولكن الله يسر له دربه، وسهل أمره ليصنعه صناعة الرجال الذين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون في الله لومة لائم – كما نحسبه . و حين وصوله إلى كتيبة المجاهدين، عرفه الأمراء و أحبوه، و رأوا فيه صفات القادة، فلقد كان رحمه الله مفرطاً في .الشجاعة، لا تكاد ترى له مثيلاً ويصعب أن تجد له بديلاً .و مع ذلك فقد كان مجتهداً في العبادة فكان يصوم صيام داود يصوم يوما و يفطر يوما

إن (أبا ذر) كان نادرة من النوادر فلقد كان ذا همة عالية لا يطيق الجلوس دون عمل، كثير الحركة في خدمة الدين و هو يتحلى مع هذا بالرحمة واللين مع إخوانه المؤمنين، المهم أنه كان جاداً في أمر الجهاد وحريصاً على خدمة الإسلام فلقد كان يصحو وينام ، و همه كيف ينصر الإسلام؟ وكيف يعيد صرح أمة محمد عليه الصلاة و السلام؟ و كيف يحيي مجد الإسلام مرة أخرى؟ فيالها من همة عالية، و يلها من أمنية غالية، قلما تجدها عند كثير من الشباب المسلم الذي إلتهى كثير منهم عن الجهاد بملذات الدنيا و شهوتها

انشرح صدر الشهيد لذلك الجهاد المبارك فقام فيه بدور فعال، كما هي حاله في جميع ساحات الجهاد التي شارك فيها .كان أبو ذر حين إذ أحد القياديين في الجهاد هناك رغم أنها كانت أول تجربة جهادية له إلا أنه كان مباركاً كالمطر أينما حل نفع – بإذن الله – وكان الشهيد متعلق شديد التعلق بمدربه (أبي ثابت المصري) رحمه الله الذي كان من أفذاذ ونوادر قادة المجاهدين في البوسنة والذي استشهد فيها بعد أن صال وجال، و أكثر في أعداء الله من .القتل و النكال، ثم التحق بجوار ربه الكبير المتعال كان (أبو ذر) حريصاً على التعلم و الإستفادة من الأمور العسكرية و القتال

حتى أنه كان مضرب مثل في الحرص على ذلك، فكان لا يترك شاردة ولا واردة إلا وتجد عنده فيها معرفة، و خاصة في المدفعية كما هو الحال عند استاذه (أبي ثابت) فهذا .الشبل من ذاك الأسد فأبو ثابت ملك المدفعية في البلقان، و أبو ذر ملك المدفعية في الشيشان لقد كان أبو ذر –رحمه الله – يبقى الشهور الطويلة في الجبهة هناك في البوسنة لا يرجع منه إلى الخط الخلفي حتى إنه بقي مرة ثمانية أشهر لم ينزل من خط النار الأول، كل هذا وهو يعمل في الترصد على العدو و الهجوم عليهم والرباط في الخنادق و سد الثغورحتى تولى إمارة الجبهة كاملة وهو لا يزال في الجبهة

وهذا بعض ما قام به ذلك الصقر أبوذر الطائفي في البوسنة و الهرسك وما خفي كان أعظم . أبا ذر رحمك الله من مجاهد جاد بنفسه لله تعالى - نحسبك كذلك والله حسيـبك – عرفتك أرض البوسنة أسداً هصوراً وفتىً متقداً حماسة وفداءً فكنت نعم المجاهد الذي يصبر على المرابطة على خط النار .

لقد كان إخوانك ينزلون من الجبهة إلى الخطوط الخلفية يستريحون فيها وكنت تأبى ذلك رغبة في لقاء العدو ، وهمة وحماسة لدين الله تعالى . لقد كان اضطهاد الصرب للمسلمين وانتهاكهم لحرماتهم يؤرقك حتى لم تجد مكاناً يصلح فيه حالك إلا في أرض النكاية بالعدو وشفاء صدور المؤمنين والذب عن حرماتهم(قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم). تلك صفحة مشرقة من حياة الشهيد في البوسنة، وإليك صفحة مضيئة أخرى من صفحات حياته العامرة بالبطولة والفداء، فبعد أن انتهى الجهاد في البوسنة ونصر الله عباده المؤمنين قام أبو ذر رحمه الله بدور آخر لنصرة الإسلام، فأبى الركون إلى الدنيا وأحب أن يكمل استفادته من أرض الجهاد وأن يتم مسيرة الإعداد، فشد رحاله واتجه إلى أفغانستان ليتدرب فيها ويعد نفسه امتثالا لقول الله تعالى: (وَأَعِدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله و عدوكم)

بقي الشهيد في أفغانستان فترة طويلة تقارب عام ونصف، كل همه في ذلك نصرة الدين، ولأجل أن ينال الثمرة في العلم العسكري؛ فترتوي منه أرض الجهاد إذا وطئها ولكي ينفع إخوانه المجاهدين. وبالفعل فلقد استفاد الشهيد أبو ذر –رحمه الله- من الفترة التي قضها في أفغانستان فكلن لا يشغل نفسه إلا بما ينفعه، ولا يضيع وقته بما لا ينفعه، حتى أصبح كادرا لا يستغني عنه في أرض الجهاد. أضف إلى ذلك ما كان يتحلى به من الشجاعة و الإقدام والكرم والجود وكان معروف بذلك . وكان مطيعا لأمرائه محبا لهم، فلا يؤمر بأمر إلا وتجده يمتثله

وقد عرف بالصلاح والتقوى وخشية الله كما نحسبه وكان إذا وعضه أحد نظر إلى السماء وفاضت عيناه بالدموع من خشية الله تعالى. وبعد أن قضى أبو ذر هذه الفترة في أفغانستان واستفاد فائدة عظمى بداء يتطلع في أنحاء الأرض ليرى مكانا تقام فيه شعيرة الجهاد في سبيل الله، أو يجد مكان ينصر في دين الله ، وفي أثناء تطلعه وشوقه إلى أرض الجهاد ظهرت بوادر العدوان الصربي على بلاد كسوفا المسلمة و على أهلها فتاقت نفسه للذهاب وعزم على ملاقاة أعداء الله ليسومهم سوء العذاب –بإذن الله- في كرة أخرى فبعد أن أنكى بهم مع إخوانه في البوسنة سعى مرة ثانية لينال من أعداء الله، ويرد كيدهم بعون الله. وكما عرفتك أرض البوسنة عرفتك أرض كوسوفا حيث قل الناصر فنفرت بنفسك نصرة لإخوانك ومع صعوبة الدخول إلى أرض العدو إلا أنك أصررت على ذلك وصبرت حتى تحقق لك ما تريد من نصرة المؤمنين، فكنت الوحيد من المجاهدين من غير أهل البلد بل الوحيد من الأنصار الذين ناصروا المسلمين هناك ولم يدخل أحد المنطقة من الأنصار سواه فرحمه الله – فكانت فضيلة من فضائله التي من الله بها عليه، ودخلت مع جيش التحرير لتكون مدرباً لهم ولكنهم لم يأبهوا لشاب صغير فماذا عسى أن يقدم ؟! .

ولما خبروك في المعارك عرفوك فارساً مقداماً وعالماً بالحرب وفنونها ولوك عليهم أميراً في قيادة المعارك والعمليات القتالية، وعلموا حاجتهم لأن يتتلمذوا على يديك فيذيقوا الصرب أشد أنواع النكال ، إن الصرب لم يصابوا بقتالك لهم فقط بل كان مصابهم بتدريبك للأعداد الكثيرة ودعوتك لهم إلى الاستقامة ومعرفة أهداف الجهاد أعظم نكاية للأعداء حاضراً ومستقبلاً . ولما علمت قوات التحالف التي جاءت لنصرة المسلمين في كوسوفا ، زعموا !! لما علموا بوجودك طالبوا بتسليمك من قبل جيش التحرير الذي أنكروا وجودك لديهم فلما كثرت عليهم الضغوط طلبوا منك الخروج آسفين على ذهابك ، فخرجت ولكن إلى أين ؟

خرجت إلى أرض أخرى تنصر فيها دين الله تعالى . لقد كان لوجوده –رحمه الله- بين الكسوفيين أثر كبير في نفوسهم فكان مثلاً لهم في العبادة و الجهاد و الدعوة إلى الله،حتى إنه لما أراد الخروج بكى عليه أهل كوسوفا حزناً وحق لهم أن يحزنوا لمثل هذا الرجل و لم يمض على ذلك وقت طويل حتى سمع بالجهاد في الشيشان فلم يلبث حتى انتقل إليها – ليصدق فيه إن شاء الله قول النبي صلى الله عليه وسلم : "طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه يطير على متنه كلما سمع هيعة أو فزعة طار إليها يبتغي الموت أو القتل مضانة" رواه مسلم .

لقد حاولت الدخول مراراً إلى أرض الشيشان فمنعت وحبست ولكنك لم تجد لك في ذلك عذراً بل كررت المحاولات وتحملت ما يصيبك في سبيلها لماذا ...؟! لأنك كما كنت لا تهنأ بنوم وتلذ بعيش وأنت تسمع صرخات أخواتـك في الشيـشان وهم يحتاجون إلى مشاركتك . عجباً والله فلقد كنت تحمل قلباً كبيراً امتلأ بموالاة المؤمنين ومعاداة الكافرين . وحين قدم إلى أرض الشيشان فرح به أمراء المجاهدين في الشيشان لما علموا منه الجد و الاجتهاد وسعة العلم والمعرفة في أمور الجهاد فنفع الله به نفعا عظيما، وذاق الكفار منه عذابا أليما، فلطالما اشتكى الروس من قذائف الهاون التي كان يرسلها عليهم أبو ذر الطائفي كالصواعق فيرديهم قتلى وجرحى وكان إذا أصاب هدفه قال: الحمد لله وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى .

لقد كان لأبي ذر أثر عظيم وطيب في الجهاد في الشيشان وكانت له مواقف مشرفة، فلنعم الأمير كان، ولنعم القائد الشجاع ، وكما كان أبو ذر قدوة في أفعاله فلقد كانت له درر من أقواله بمثالها يحتذى فخذ طرفا منها: كان رحمه الله يقول: يجب على كل من أراد الجهاد أن يعد نفسه إعداداً جيداً قبل الجهاد ليكون عضواً فعالا على أرض الجهاد ولكي لا يكون عالة على إخوانه، ولكي يكون أنكى على الأعداء .

وكان من دعائه أنه كان يقول : إن كان الله يعلم أنني إن بقيت فسوف أنفع دينه فأسأل الله أن يبقيني، وأما إن علم أنني سأركن إلى الدنيا فأسأل الله أن يرزقني الشهادة عاجلاً غير آجل . وقال مرة عهد علي إن بقيت بعد الجهاد أن أدرس جبال الشيشان كلها و غير ذلك من الكلمات الطيبة المشرفة التي جادت بها روح الشهيد …

رحمه الله . يوم الرفعة واللقاء لقد نفذت حديث النبي صلى الله عليه وسلم " مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم…" فعلياً وعملياً وشعورياً . يا ترى كم هم الذين يحملون هذه الروح من المسلمين ؟ بل كيف يكون الشأن لو كان10% بل1% من المسلمين يحملون هذا الشعور بل هل يحمل العلماء والدعاة والمصلحون في الأمة هذا الشعور الذي حمله قلب هذا الشاب ؟ أبو ذر ذلك الشاب المتوقد حماسة المتفجر غيرة الذي امتلأ شعوراً بالجسد الواحد فلم يقر له قرار ولم يهدأ له بال وإخوانه المسلمون مضطهدون بأيدي الأعداء وأخواته المسلمات المحصنات يغتصبن على يدي علوج الروم ، كان يقول : إن صراخ النساء وعويل الثكالى في الشيشان أقلقني و أطار نومي ..! نعم لقد رخصت نفسه عليه في ذات الله تعالى فحملها يعرضها على الله في أسواق الجهاد التي قامت ، عرضها في البوسنـة فلم يكتب لها نصيب وعرضها في كوسوفا وكذلك ، ثم عرضها في الشيشان ومازال بها حتى جاءها القبول وربح البيع أبا ذر إن شاء الله .

أبو ذر رحمك الله لقد مضيت وتركت في حلوقنا غصة وفي قلوبنا حرقة وفي عيوننا دموعاً حرى . أبو ذر لقد عرفتك أرض البوسنة أسداً هصوراً وفتىً مضحياً ورجلاً مقداماً وعرفتك حتى كوسوفا رجلاً غريباً فريداً يثب على الموت كلما سمع فزعة أو هيعة طار إليها يبتغي القتل مظانه . حتى طالب بك حلف الأطلسي الذي جاء لنصرة الكوسوفيين زعموا !! لكنهم رأوا مثل ما أخبر به ربنا جل وعلا (ترهبون به عدو الله وعدوكم) فوالله لقد كان الصرب أعداء الله وكذا كان الأمريكان فخافوك جميعاً . ثم لم تكتف بهذا كله لأنك قد بعت ولا تريد أن ترجع في البيع ، ولأنك عرفت الطريق فلزمته ( فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة …) ولم يوهن عزيمتك ويضعف إصرارك أن ردوك من على حدود الشيشان عدة مرات ولم تر مثل ذلك عذراً عن الجهاد ونصرة إخوانك في الشيشان لأنه قد تربع في قلبك وأخذ موضع تصحيح فؤادك . وفي يوم الثلاثاء في الرابع و العشرين من شهر ربيع الأول عام 1421 هـ قام الشهيد بتفقد رعيته صباحا حيث كان بوما مطيرا فاطمئن لحالهم

ثم خرج يستكشف المكان كما عرف من حاله في الترصد والحركة و النشاط وفي الطريق وجد لغما كانت قد زرعته أيد آثمة من أيادي الكافرين فأمر أصحابه بالابتعاد ثم بدأ بإزالتهو في أثناء ذلك شاء الله أن يرفعه و يكرمه بالشهادة بإذن الله – التي طالما تمنها، فثار اللغم المشرك وانفجر، وصار الأمر واستقر، وطار الشهيد أن شاء الله إلى خير مستقر (إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر)

شاهد عيان ومما يكرم الله به عباده المؤمنين وأولياءه الصالحين ما يكون لهم من الكرامات التي يؤمن بها أهل السنة و الجماعة دون إفراط ولا تفريط، فلقد كان لذلك الشهيد كرامة شهدها أحد الاخوة الأنصار الثقات وشهد بها، حيث أقسم الأخ أن الليلة التي دفن فيها أبو ذر –رحمه الله- رأى القبر في أثناء حراسته بالليل وقد خرج منه نور ارتفع إلى السماء فبدأ الأخ يكبر وهو مذهول من ذلك المنظر العجيب، وما ذلك على الله بعزيز فرحمة الله عليك يا أبا ذر

نسأل الله أن يرفعك في الفردوس الأعلى وأن يحشرك مع النبيين والصديقين والشهداء و الصالحين وحسن أولئك رفيقا، وما نرى لأبي ذر مثلا إلا قول الله وهو أحسن القائلين (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) نحسبه كذلك ولا نزكي على الله . وصلى الله وسلم على نبينا محمد. نقلا عن صوت القوقاز



أبو ياسر النشمي

وداعاً أبا ياسر .... النشمي عبدالرحمن الصليب أبو ياسر النشمي ¨ ..ما أشبه هذه الكنية بصاحبها .. تراه شاباً نشيطاً متوثباً وتراه بسيطاً سهلاً متواضعاً مطيعاً ليناً بيد إخوانه تراه متكهفاً كأنما يبحث عن شئ فقده ، نعم ، إنه يبحث عن الشهادة ، فقد ترقبها في البوسنة ولكن الله علم أن له جولة مع الباطل في أرض أخرى لعلها لم تكن تخطر له على بال . لقد ذهب أبو ياسر إلى البوسنة متعطشاً للذود عن حمى

الإسلام وأعراض أهله التي تنتهك في بلاد الديموقراطية (أوربا) ذهب في اليوم الذي رزق فيه بمولود أسماه (جهاداً) وكان يتنقل بين الجبهات مردداً : لبيك إسلام البطولة كلنا نفدي الحمى لبيك واجعل من جماجمنا لعزك سلما لبيك لبيك لبيك رجع من البوسنة منكسراً حزيناً حيث لم يرزق الشهادة ، لكن رجع متوثباً للعمل في خدمة الدين فإن شئت رأيته في المبرة لخدمة المحتاجين يعمل في المستودع يتحرك بكل حماس

ينقل الأشياء بنفسه لا يرضى أن يحمل أحدٌ معه ، وإن شئت رأيته مشرفاً على مدرسة تحفيظ القرآن النسائية متحمساً لبرامجها فاعلاً في تنشيطها ولكن ومع كل هذا فإن جذوة الجهاد لم تنطفئ في قلبه فهو يترقب ويسأل عن موقع يعبد الله فيه بفريضة الجهاد فما لبث أن سمع بأخبار إخوانه في الشيشان وهي تقض مضاجع الغيورين من المؤمنين وإذا بأبي ياسر يتلهف يسأل عن الطريق ويبدأ الإعداد فيملأ حقيبة أحد أطفاله رملاً وأصبح يحملها ويجري بها كالجعبة لمسافة عدة كيلومترات وهكذا يومياً وهو يسأل الغادين والرائحين عن الطريق فلم يعد يستطيع التفكير في غير الطريق إلى الجهاد فقد ملك عليه عقله ولبه .وتيسّر له الطريق فخرج فرحاً مسروراً حيث الجبال الجليدية وحيث تصل درجة الحرارة إلى (50) تحت الصفر

وحيث حمي الوطيس حين تدار كؤوس الموت وأبو ياسر يقلب في صفحات العز ينصر إخوانه ينتقل من موقع إلى آخر مبتهجاً بهذا الموطن الذي تقام فيه السوق الرابحة . وفي الطريق إلى أرغون تأتيه رصاصة لتنقله إلى جنات الخلود _ بإذن الله _ حيث تنـزل الحورية لتنفض الغبار عن رأسه مستبشرة بمقدمه إليهم .ومضيت أبا ياسر وخلفت سبعة من الولد أكبرهم ذات العشر سنين وأصغرهم ذو الأشهر الثلاثة . ولكن لهم الله





وتعني عند أهل نجد الرجل النشيط المتفاني في خدمة الآخرين ويتصف بصفات النجدة .النشمي وما أقل النشامى . نقلا عن صوت القوقاز



أيوب التويجري

ورحل الشبل ( شفيق ) أيوب التويجري لم يتجاوز عمره الثامنة عشر حين وطئت قدمه أرض الجهاد في الشيشان ، في وقت من أمس الأوقات وأشدها حاجة للمجاهدين أمثاله ، الذين تشربت قلوبهم حب الجهاد واشرأبّت أعناقهم للشهادة في سبيل الله تعالى ، كان ملتزماً منذ حداثة سنه و لم تعهد عنه صبوة ولم تعرف عنه فترة فكان كما قال النبي صلى

الله عليه وسلم ( عجب ربك من شاب لم تكن له صبوة ) ، تميز بخصلة حميدة عزيزة من أعز الخصال ألا وهي سلامة الصدر وصفاء النفس ( هذا ما يذكره عنه إخوانه وأقرانه) نحسبه كذلك والله حسيبه . كان يحمل همّ المسلمين في قلبه فيحزن لما يقع للمسلمين من قتل وتشريد وانتهاك أعراض، ويزداد قلبه غيظاً وحنقاً على المجرمين الحاقدين من الصرب والملحدين ، ويزيد هذا الهمّ ما يراه من تقاعس المسلمين عن نصرة إخوانهم وانشغالهم بأنفسهم حتى عمّت المنكرات وأصابهم الذل والهوان و حب الدنيا وكراهية الموت ، وحمل هذا الهم وهذا الغيظ في قلب واحد بين جنبيه ، هذا يصارع هذا في قلبه كلما غدا أو راح ، ويتابع أخبار المجاهدين عبر الأفلام المرئية والمسموعة ، حتى أعدّ نفسه للجهاد في سبيل الله تعالى قبل رحيله بأشهر ربما تزيد على السنة ، بعزيمة وقادة ، وشوق حار للجهاد في سبيل الله

كان يردد على والديه شوقه وطمعه للجهاد في الشيشان ، حتى حان رحيله ، وودع كل شيء يذكره بالدنيا ، وارتاحت نفسه واطمأن باله ، عندما وقعت قدمه في أرض الشيشان ، بعد أن يسر الله له الطريق بصحبة الشهيد ( أبو ياسر النشمي ) عبدالرحمن الصليب رحمه الله وتقبله في الشهداء، فشارك إخوانه في جهادهم ضد العدو الروسي يتنقل من موقع إلى آخر يثخن في أعداء الله ، يقاتل تارة ويرابط أخرى ، وهو لا يكلّ ولا يمل مع ما يعانيه من الربو المزمن ، الذي ربما اشتد عليه في بعض الأحيان ، ومع ذلك لم يكن هذا مانعاً له عن مشاركة المجاهدين والصبر معهم .

قصة مقتله : تنقل المجاهدون من قرية إلى قرية ومن منطقة إلى منطقة وتوقفت مجموعة منهم مكونة من عشرة أفراد في إحدى القرى للراحة والتزود كان من بينهم (شفيق ) رحمه الله ومكثوا في القرية عدة أيام ، ثم وقع هجوم من قبل الروس على القرية فتمكن المجاهدون العشرة من الخروج من القرية ، وفي الطريق حانت ساعة القتل ، حيث كان بعض الجنود الروس قد وضعوا كميناً للمجاهدين ، فوقع المجاهدون في الكمين وقتل قائد المجموعة( شيشاني) واثنين من المجاهدين( أحدهما شيشاني والآخر شفيق ) نسأل الله أن يتقبلهم في الشهداء وتمكن الباقون من النجاة بأنفسهم والعودة إلى قواعدهم . أوصى (شفيق) رحمه الله بإهداء سلامه لأبيه وأمه وإخوانه وأقرانه والدعاء له وللمجاهدين جميعاً ، اللهم ارحم موتانا وتقبل شهداءنا وانصرنا على القوم الكافرين . نقلا عن صوت القوقاز



أبو سمية و عباد النجديان

تركي العريدي وعبداللطيف الشارخ (أبو سمية و عباد النجديان) و الفوز العظيم إن شاء الله ليس الفوز أن ينال الإنسان أعلى المناصب في هذه الدنيا، وليس النجاح أن يرتقي سلم التجارة فيصل إلى ذروتها، بل الفوز و النجاح ما يكون من حال أهل الإيمان الذين باعوا دنياهم لأجل دينهم، و الذين طلبوا الموت في سبيل بهم، فهؤلاء هم الفائزون الناجحون المفلحون، و ان شئت فاقرأ قول الله تعالى ) يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله و رسوله و تجاهدون في سبيل الله بأموالكم و أنفسكم ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون، يغفر لكم ذنوبكم و يدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار و مساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم.


نعم والله!! ذلك الفوز العظيم الذي لا خسران بعده، وتلك التجارة التي لا هلاك بعدها، قال تعالى ( فمن زحزح عن النار و أدخل الجنة فقد فاز و ما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور) إن من يعي هذا الأصل العظيم و يؤمن به لا بد أن تبدر منه بوادر تدل على صدق هذا الإيمان فليس الإيمان عقيدة في القلب لا يعاضدها العمل و ليس التوحيد كتابا يقرأ ثم لا يطبق على أرض الواقع بل الإيمان الصادق و العقيدة الصافية هي التي يعاضدها الوفاء والتضحيات

و قد قال تعالى للمتخلفين عن الجهاد و الذين لا يحدثون أنفسهم به ( قل إن كان أبائكم وأبناؤكم و اخوانكم و أزواجكمو عشيرتكم و أموال اقترفتموها و تجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله و رسوله و جهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره و الله لا يهدي القوم الفاسقين ) ، فهذه الآية أكبر دليل على أن التوحيد الذي منه توحيد الله في محبته لا بد له من جهاد يصدقه، و لا بد له من تضحيات تؤكده وتحققه، وإلا فالكلام يسير ولا يغني من الصدق شيئ إلا حنما يوافقه العمل.

وقد طبق ذلك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تطبيقا واقعيا فكان ( منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) حتى لقوا ربهم فرضي عنهم وأرضاهم حتى قال قائلهم وهو فرح بدمائه يشاهدها "فزت و رب الكعبة" ولا تزال الصور تتكرر ولا يزال التاريخ يعيد نفسه فتمضي أجيال الصادقين جيلا بعد جيل و تمر قوافل الشهداء واحدة تلو الأخرى لتبني مجد الإسلام وعزه فأما الأعناق فلتدق و أما الدماء فلترق وليبقى الإسلام دينا ظاهرا على عدوه ولو تداعت عليه الأمم، وتوالت عليه من الطواغيت النقم. وعود على بدء أقول:

لقد فاز من فاز بالجنة و لو فاته حطام الدنيا يقول الحق تبارك وتعالى (ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون) فالدنيا فانية والآخرة باقية، ومن باع الفاني بالباقي ما خسر. و مما يلائم ما ذكرناه أن نسرد قصة شابين من خيرة المجاهدين الذين عايشناهم في الشيشان والذين صدقوا - كما نحسبهم - في نصرة الله و نصرة دينه، فضحوا بالغالي و النفيس لينالوا رضوان الله و رحمته، وليفوزوا و يضفروا بجنته، فبدؤوا بأهاليهم ففارقوهم و ما أصعب الفراق وبأموالهم ومتاعهم فتخلوا عنها وما أشد هذا التخلي، وبدراستهم الجلمعية فتركوها ليلحقوا بجامعة الجهاد و ينالوا الشهادة الحقيقية في هذه الجامعة الفريدة إن شاء الله ، مع شدة جهده و بلائها ...

لولا المشقة لساد الناس كلهم الجود يفقر و الإقدام قتال فأبو سمية البدري (تركي العريدي) ماذا عساني أن أقول عنه فليت شعري ما أندر الشباب من أمثاله شاب وديع، ذو خلق بديع، أدب بسماحة، وصدق بصراحة، لين الجانب ذو رأي صائب يغلب عليه طابع خفة الروح وحلاوة الدعابة، فلله كم أدخل السرور على قلوب إخوانه في أوقات عظيمة البلاء، وأفرهم وأسعدهم في أيام شديدة العناء، لقد أحب المجاهدون أخاهم أبا سمية - رحمه الله - حبا صادقا، كيف لا ...؟!! وقد كان بالمرة على قلوب إخوانه طارقا، ترك الحياة من خلفه تتزخرف، لم يأبه لها و لم يهتم بها تركها و مضى في طريق الجهاد إلى البوسنة وكانت أول خطوة له لا يلوي على هذه الدنيا التي أسقطت في شراكها كثيرا من العباد فأضلتهم عن صراط الله المستقيم، فلتهنئ ياأبا سمية قتلة شريفة

نسأل الله أن تكون في سبيله صادقا، و مخلصا محتسبا مقبل غير مدبر، فهي قتلة الشرفاء، وفوز الشهداء، فليس ينسى إخوانك ذلك اليوم الذي كنت فيه أميرا لهم حين كان إخوانك يستعدون لعملية على أعداء الله ليعذبهم الله بأيديكم و يخزهم و ينصركم عليهم و يشفي صدور قوم مؤمنين و يذهب غيظ قلوبهم، فقمت حين طلبك الأمير من بين إخوانك وحيدا لخوض المعركة الخطيرة التي لم يكن لها تخطيط مسبق غير أن الله وفقكم فيها توفيقا عظيما، بدءا بمقتل أكثر من خمسين كافرا من القوات الروسية الخاصة وانتهاء بنيلك الفلاح و الفوز العظيم إن شاء الله بالشهادة العلية و الجنان المرضية.

لقد نهض أبو سمية فرحا لهذه العملية التي هي عبارة عن كمين ضد قافلة بالقوات الروسية في طريق منطقة "كرتشلوي" الجبلية وقد كان أبو سمية - رحمه الله ـ حينئذ كالمتوقع للشهادة كما هي حال أغلب الشهداء الذين يرزقهم في آخر أيامهم تغيرا عجيبا ملحوظا وكأن الله يطلعهم على قرب وصولهم إلى رحمة الله وجنته

فقام من صباح ذلك اليوم مبكرا فأصلح مقر المجاهدين ترتيبا و تنظيفا ثم نظف سلاحه، ثم عكف على كتاب الله تلاوة و تدبرا وقد كان هذا دينه آخر أيام حياته، ثم صلى الظهر و العصر مع إخوانه فجاءه أمر الأمير بالخروج إلى هذه العملية بمفرده دون إخوانه، ففرح فرحا شديدا ثم ودع إخوانه وداعا حاراً و كأنه على موعد للقاء ربه - تبارك و تعالى -

ثم قبل رؤوس إخوانه فخاطبه أحد إخوانه قائلا: لم كل هذا الوداع وسوف تعود قريبا، وكان قد ظن أنه ذاهب للترصد على العدو فقال له أبو سمية: وما يدريك لعلها الشهادة و لعلي لا أراكم مرة أخرى ، -أو كلمة قريبة نحوها- وكان قد كتب وصيته قبلها بيوم أو يومين، ثم انطلق إلى مكان العملية على القافلة التي اقتربت جدا من المكان وما ان وصلت إلا وتطايرت عليها القذائف الآربي جي من كل صوب، و أمطرت بوابل الرصاص من المجاهدين و تعالت صيحات التكبير من أفواههم و حمي الوطيس

واشتدت المعركة و تساقطت أعداد كبيرة من قتلى القوات الروسية فبدأت الآليات الروسية تقصف المكان قصفا جنونيا أصيب على إثره أبو سمية إصابة في رأسه ووجهه حتى مضى إلى جوار ربه و سلاحه لم يسقط من يده. قتل أبو سمية و مضى يسطر المجد و التاريخ بدمائه الكريمة التي ستكون –بإذن الله- نبراسا و نورا لمن بعده من الشباب الصادق الطموح القادم الذي سيصنع المجد و التاريخ بدمه فإلى رحمة الله يا أبا سمية فأنت القائل : "لا ضير أن أقتل ليحيا الإسلام"... لا تسقني كأس الحياة بذلة بل فاسقني بالعز كأس الحنظل

و أما عباد النجدي (عبد اللطيف الشارخ) فلست أدري من أي سيرته أبدأ فمنذ أن أنشأه الله في بيت علم ودين، حفظ كتاب ربه عن ظهر قلب و أكمل دراسته في المعهد العلمي الشرعي بتفوق و امتياز ... فتى يقيم على القرآن معهده أكرم بركنيه مبناه و معناه إذا بناء على من غير قاعدة فكيف يبقى أمام الدهر مبناه كان يسأل نفسه دائما كيف يخدم هذا الدين على أي وجه كان، هب البطل و لأول مرة يخرج غي سبيل الله إلى بورما فشارك إخوانه المجاهدين و نفع الله به في تلك المنطقة فأقام بعض المشاريع الإغاثية و الدروس العلمية مما فتح الله عليه في بنغلاديش

و بعدها رجع إلى بيته زائرا و ما لبث تسعة أيام إلا والهم يساوره أن يقدم لدينه و أمته خيرا أعظم ونصرة أكبر فأعد العدة و مضى إلى أرض لإعداد في أفغانستان ليتعلم فنون الحرب و أساليب القتال، وصل إلى هناك وكان مثل بين إخوانه في الجود و الإجتهاد ووضوح الهدف حتى قضاها فترة قرابة العام وبعد ذلك عاد زائرا لوالديه و أسرته وقضاها فترة من الزمن يتحين أي فرصة يؤدي فيها أمانة نصرة هذا الدين فكان يحاول جاهدا الذهاب إلى كسوفا فانتهت القضية حتى أتى يوم ذهابه إلى بلاد القوقاز، وصل إلى الشيشان بتيسير الله له مع صعوبة الطريق

فما إن وصل إلى شيشان بثلاثة أيام إلا و دخل مع إخوانه المجاهدين إلى داغستان وأكمل جهاده في الشيشان وفتح الله عليه في هذه الأرض فتحا عظيما، فكم من المجموعات التي أعدها ودربها عباد وكم من الشهداء الذين سبقوه كان لهم مدربا و في نفس الوقت مربيا، وكان في النهار يدرب إخوانه وفي الليل يلقي الدروس التربوية على إخوانه أضف إلى ما كان عليه من خلق جم ولين في الطباع و تواضع حتى أنه لا يحب أن يكون بينه و بين إخوانه المتدربين فرق، حتى أنه ذات مرة خرج مع إخوانه للتدريب في يوم شديد البرد بدون معطف شتوي و البرد يقرصه و لما سألته عن ذلك أجابني بعد إلحاح: أنه لا يريد أن يلبس شيئا دافئا جديدا عن إخوانه المتدربين الذين لم يصرف لهم بعد الملابس العسكرية الجديدة الدافئة.

وكان يحب إخفاء العمل لله رب العالمين -نحسبه كذلك - فذات مرة رجع من الخط الأول إلى الخط الخلفي متعبا يريد الراحة ولما سئل عن الأخبار قال و لله الحمد دمر اليوم المجاهدون آلية و قتل كثير من المشاة في كمين نصبه مجموعة من المجاهدين في طريق يؤدي إلى قرية أفتري، وبعد ذلك تبين لنا من مصدر آخر أن عبادا هو الذي دمر الآلية الروسية المقاتلة بي أم بي بقذيفة أطلقها سلاح الآر بي جي و حدث عن بطولته و مآثره فكم هي المعارك التي خاضها و كم هي التضحيات و الخدمات التي قدمها لإخوانه في الله ذلك الشاب الطموح عباد -رحمه الله .

كذلك أخرج الإسلام قومي شبابا طامحا حرا أمينا تعهدهم فأنبتهم نباتـــا كريما طاب في الدني غصونا شبابا ذلل سبل المعالي وما عرف سوى الإسلام دينا يوم الوفاء في آخر أيامه أصيب عباد بحمى شديدة كانت تزاود عليه يوما بعد يوم فانتقل إلى قرية درقو فلبث فيها أيام حت أراد الأعداء تفتيش هذه القرية فأتوا بسرعة قصوى بمروحياتهم في مطلع الفجر فأنزلوا أفرادهم و لم يتمكن عباد و صاحبه المريض منصور الأزبكي من الخروج من القرية فحاولا الإختباء في الأحراش القريبة من البيوت فأحس الأعداء به و بصاحبه فتبادلا معهم إطلاق الرصاص ثم رمى الأوغاد عليهم بالقذائف الحارقة ومضى عباد و صاحبه سائلين المولى أن يكونا قد نالا ما يتمنيان من واسع رحمة المولى، ثم توجه الأوغد إلى المنزل الذي كانا فيه فضربوه بقذائف اللهب فأحرقوه على ربته التي كانت فيه -رحمها الله- وهكذا مضى عباد بإذن الله إلى بارئه و إلى أحبابه "مع النبيين و الصدقين والشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفقا"



أمين البسوني وياسين

من هناك من أرض بعيدة، بعيدة الآفاق بعيدة عن القيم و أخلاق من بيئة عرفت بالفساد، ينتشر فيها الكفر و الإلحاد، من أوروبا وماأدراك ما أوروبا، قارة بلا قيم، أناس من أسفل الأمم، الفضائل فيها تنهدم، و الشر فيها منتظم يشاء الله الحكيم، ظهور أمر عظيم، رؤوس تقطع، وأمن يزعزع، ونساء تغتصب، و أموال تنهب، يا إلهي !! إنه خطر عظيم مثله في عصرنا عديم، إنها حرب

صليبية جديدة يديرها أهل الشر و المكيدة، يديرونها للإسلام تدميرا، وللإيمان تغييرا، قائدها شبح كبير، شبح جسده أوروبا فما أفضحها، ووجهه صربيا فما أقبحها. شهروا سيوفهم على أناس عزل فصار كل منهم إما معذب أو معتقل أو تائه في الأرض معطل، وما ذاك إلا لأن أسماءهم أسماء مسلمين، و مع أن أفعالهم و أشكالهم كالغربيين، صاروا مثلهم لا دنيا ولا دين ومع هذا فأوروبا لا تريد في قلبها شيئا من الإسلام و لو كانت الأسماء فحسب، فهم يعرفون أنه في أية لحظة قد ينير الإسلام أرض البوسنة و الهرسك، ولكنهم جهلوا أن النور يحتاج إلى طاقة تمده والنور هو الإسلام و الطاقة هي الجهاد في سبيل الله، وبالفعل أمد الله تلك البلاد المسلمة التي كادت تفقد نورها تماما، أمدها الله و أنقذها بالجهاد الذي أعاد فيها الحياة، و بدد عنها كثيراً من الظلمات، و لو تركوها لكانت وإياهم سواء، ولكن "ويمكرون ويمكر الله و الله خير الماكرين " "يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون" .

فبالجهاد عاد كثير من الشباب إلى حضيرة الإسلام بعد أن كانوا عنها مبعدين، و بالجهاد استنارت قلوب كثير من الغافلين، فصارت نبراسا للعلا ، ومنارات للهدى، فمنهم من قضى نحبه، و منهم من ظل على العهد يرجوا نيل الشهادة في جهاده، ويشاء المولى عز و علا، أن يزيل ظلم الظالمين، ويعذب الكافرين على أيدي رجال صادقين، من أبطال المجاهدين إنهم : عصبة من شباب أقبلوا من بعيد يعرضون الوفاء للإله المجــيد وبعد انتهاء الجهاد هناك، عشقت نفوس من أهل البوسنة الجهاد في سبيل الله، فوا عجبا!!! بعد أن كانت نفس أحدهم تعشق الدنيا وشهوتها، أصبحت تعشق نارالجهاد و ضراوتها، وما ذاك إلا في سبيل الله ولترتفع راية (لا إله إلا الله)، يا الله ياله من طلب ما أسماه، وشوق ما أرفعه و أعلاه. يخرج من قلب أوروبا رجال كالجبال، يخرجون منها ولكن إلى أين أإلى الدول الكافرة أو إلى البلدان الداعرة، لا والله - بل إلى حرب ساعرة، و إلى ظروف صعبة قاهرة، إنهم يخرجون من أوروبا إلى الشيشان، وهم يعرفون ما هي الشيشان، و يعرفون ما يدور فيها، فحرب ضروس فيها تسعر، و هول عظيم فيها منتشر، برغم هذا آثر هؤلاء الأبطال حياة العز و الكرامة، على حياة الذل و المهانة. ومنهم أسدان من أسود البوسنة، وهما الشهيدان (أمين) و)ياسين)، هذان الرجلان اللذان كان لوجودهما على أرض الشيشان أثر طيب على أهلها،لقد أثبت الشهيدان البوسنويان للعالم أجمع أن الإسلام أرضه واحدة لا تفرق بينه حدود ولا سدود

و - تالله - يا أخا الإسلام لو رأيت مقبرة من مقابر الشيشان لوجدت فيها عجبا، فهاهنا قبر شهيد شيشاني، و بجانبه عربي، آخر بوسنوي، وآخرإفريقي وتركي و غيرهم و غيرهم، هذه القبور لم تجتمع لأجل قومية أو وطنية، ولا لحمية جاهلية، بل اجتمعت لراية جلية، إنها راية التوحيد و الإسلام راية الخير والمحبة و الوئام.

فيالها من دماء طاهرة، جمعها الله - تعالى من أماكن شتى لترتوي منها شجرة الإسلام و الإيمان، فذاك (أمين) البسنوي كم أحبه إخوانه وكم أحبوه،إنه ذو طابع فريد من نوعه، تعرف في وجهه الصدق و الإخلاص، وترى في عمله الجد و الإجتهاد، قوي البنية، طليق الوجه لا تكاد تراه إلا مبتسما، ولكنه - مع هذا - شديد على أعداء الله من الكفرة و المنافقين، يتمثل في ذلك قول الله - عز وجل - عن المؤمنين: "أشداء على الكفار رحماء بينهم" .

أمضى أمين شهور عديدة في الشيشان مجاهدا وغازيا في سبيل الله تعالى، أمضى هذه المدة وكان متشوقا للشهادة حتى كأنه لايرى الرجوع إلى بلده و من يصدق الله يصدقه. و في أحداث الشيشان المتلاطمة والمتغيرة، و في أيام شتاء عام 1420 هـ. الموافق لشهر فبراير من عام 2000 م، يضطرالمجاهدون للإنحياز من جبال منطقة (شاتوي) التي أصبحت هدفا للطائرات و المدافع الروسية، التي سلطة كل طاقتها عليها، وبالفعل أخذ المجاهدون بالإنسحاب ليلا من شاتوي وفي الطريق كانت هناك عقبات لا يعلمها إلا الله، فالروس قد طوقوا المجاهدين من كل مكان فلم يبق سبب إلا وحاول المجاهدون اتخاذه لإنجاح هذا الإنحياز ولكن باءت كل الطرق بالفشل، فلم يبقى إلا رحمة الله وعنايته، و في أثناء ذلك حاول المجاهدون سلوك طريق خطير جدا حيث كان فيه بصيص من أمل بالنجاة، ولكن يفاجأ المؤمنون بأعداد من القوات الروسية حاولت قطع الطريق عليهم فابتدرهم عدد من أسود المجاهدين لإزالتهم وقتلهم ليفتح الطريق، وقد كان منهم (أمين) البسنوي رحمه الله رحمة واسعة.

وبخطة حكيمة من قائد المجاهدين - بعد عون الله وتوفيقه – استطاع المجاهدون تطويق هذه المجموعة الكافرة فقضوا عليهم - بفضل الله – غير أن مجموعة منهم بقيت متحصنة في الخنادق يبكون ويصيحون طلبا للنجاة ولكن هيهات هيهات . كان أمين مع بعض إخوانه يحاولون الإقتحام عليهم وكانت القذائف تنهال عليهم بشدة من مدفعية العدو ولم يطل الأمر حتى نزلت قذيفة هاون بجانب أخينا (أمين) البوسنوي، لتكون سببا في رفع روحه إلى السماء، و لتكون سببا في نيل أمنيته التي كان يتلهف عليها، فرحمك الله يا أمين من مقاتل شجاع لم تهب الموت يوما في جهادك، ورفعك الله في أعالي جنان الخلود ياأسدا من قلب أوروبا.

ومن (أمين) إلى مثيله وشبيهه (ياسين) أنعم به و أكرم، فدى الإسلام بنفسه وهي أغلى ما يملكه بعد إيمانه ودينه، كان محبا للعلم، كثير السؤال عن أحكام دينه، عالي الهمة شجاعا، صداعا بالحق، لا يخاف في الله لومة لائم، ولا يخشى في سبيله قوة الكافرين، كانت الشهادة أمنية من امانيه يرجوها ويطلب وصولها، ولكم دعا ربه بها في الأسحار حيث كان يقوم الليل، ولكم دعاه حينما كان يصوم النهار.

كان (ياسين) -رحمه الله – يلح على أميره ويطلب منه دائما أن يسمح له بالذهاب إلى خط الروس بمفرده فيقاتلهم حتى يقتل، وكان جادا للغاية في هذا الطلب، غير أن الأمير كان يمنعه من ذلك فيرجع ياسين و عليه أثار الحزن و الأسف حيث لم يسمح له الأمير بذلك.

ولكن لا تحزن يا (ياسين) فإن الشهادة آتية إن شاء الله ما دمت على طريق الجهاد المبارك، ولكن لكل شيء أجل مقدر و مكتوب، وفي أحد الأيام أصيب حبيبنا (ياسين) في يده وهو يدافع عن أحد جبال المجاهدين الحصينة فكسرت يده كسرا بالغا، و مع هذا فلم يكن يظهر التألم والتوجع بل كان صابرا محتسبا و راضيا متلذذا بقضاء خالقه وقدره، وكأنه كان يشعر أن هذه الإصابة مقدمة للشهادة التي تعلق قلبه بها، بعد أن عرف فضلها وعظيم أجرها كيف لا وهي التي تكون سببا في مغفرة الذنوب من أول قطرة من دمه؟ وكيف لا والشهيد يرى مقعده من الجنة وهو في الدنيا قبل خروج روحه ؟

و كيف لا والشهيد يزوج باثنين و سبعين من الحور العين؟ و هو الذي يوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها، و هو الذي يبعث يوم القيامة ناجيا آمنا لا خوف عليه ولا حزن،و الشهيد يشفع في سبعين من أقاربه، و يأمن من فتنة القبر وعذابه، كل هذا وغيره أكثر، فكيف لمن كان عنده إيمان أن يستمع ىلمثل هذه الفضائل للشهيد ثم لا يشتاق إلى نيل الشهادة في سبيل الله تعالى، فلذلك تلهفت نفس (ياسين) - رحمة الله - لنيل الشهادة و فعلا نالها إن شاء الله فلقد كان مع بعض إخوانه في غار للمجاهدين إذ علم بمكانه أعداء الله فوجهوا أسلحتهم و مدافعهم إلى ذلك الغار ليجعلوه شعلة من نار،و كثيب من تراب لتسموا فيه روح الشهيد وتعلو إلى بارئها المجيد، الذي نسأله أن يجزيها خير الجزاء ويعطيها خير العطاء وأن يسكنها أعالي الجنان، إنه هو الكريم المنان. " ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون" ابو عمر الكويتي نقلا عن صوت القوقاز



أبو جعفر اليمني.

رحمك الله يا أبا جعفر!! الحمد لله الذي جعل الشهداء في عليين وصلى الله وسلم على إمام الشهداء محمد بن عبدالله وبعد ... فمن مرعب الروس من دمرا ... فذاك الهمام أبـوجعفـرا تـراه قصيراً نحيـلاً ضئيلاً... وفي ثوبه مثل أسد الشرى إذا هاجمتـه الهموم الكبار ... أتاهـنَّ في همـة أكـبرا فتى قد تمنى معالي الأمـور... فباع النعيم وباع الكـرى وباع لرب الورى روحـه ... وأكرمه ربـــه فاشترى

(1) أبو جعفر اليمني. . القائد الخلوق من اليمن ..من البلاد التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم وقال الإيمان( يمان) والحكمة يمانية رواه البخاري من حديث أبي مسعود ، نشأ بالطائف من بلاد الجزيرة وعاش بها ..

ثم انتقل إلى اليمن ومنها إلى الجهاد. ولد قريباً من عام 1380هـ. عرفناه أحب الجهاد .. ونبض قلبه لنصر هذا الدين . هل تدرون من جهزَّه؟ باعت أخته ذهبها وجهزته بمالها فأين النساء؟ بل أين الرجال؟ وقد طلب جعفر من أحد المجاهدين الذين يجيدون كتابة الشعر أن يكتب قصيدة في أخته فكتب له على لسانه يخاطب أخته : عبيرا وأزهارا مع خالص الـــــود سلامي من الشيشان يغــــشى دياركم بمرآكم الزاهي فقد زيد من وجدي فيا هل ترى عيني تراكم وتكتحــــل طاعة الرحمن في أول العــــهد و لن أنسى يا أختاه يا من أجبت إلى بوقت نساء القوم أكثرن في الصـد لبست حجاب العــــز من دون رجعة ليوم تناديني أخـــي إلى المــــد فلن ينسك قلبي ولن ينس خاطـــر فكنت كأقوى الناس في الصدق بالوعد دفعتي إلى الميدان قلـــــبي ومهجتي إذا عز لقياكم ففي جنة الخلـــد أفاطمــــةٌ قلبي يحــدث دائمـــًا و ما دارت الأفـــلاك من سالف العهد ختاما سلام الله ما ضــــــــاء كوكب

حفظ القرآن على شيء من العلم الشرعي . . طلب بعضه على الشيخ مقبل؛ وإن كان قد نسي بعض القرآن بسبب انشغاله عن المراجعة في ظل فورة القتال ويقول القائد أبوالوليد عنه : إنه قال سوف أراجع القرآن في رمضان المنصرم لأنه قد نسي أكثره وفعلاً تمكن من مراجعة نصفه في شهر رمضان عام 1421هـ. ترجل عن جوادك أي هذا الفارس البطل فإن الأخوة الفرســان للميدان قد وصلوا ومن بوابة الشيـــشان للتاريخ قد دخلوا .

كان نحيلاً ضئيلاً قصيراً. . ربما لو وقف فلا يصل إلى نصف عضد أحدنا...وفي أثوابه أسد هصور . . قمحي اللون . . ذو لحية بارزة . . هادئ الطبع .. كثير الصمت . . شديد الحياء . . بشوشاً هينا . . إذا ضحك لم يقهقه ،وكان رجلاً جاداً عملياً .

( 2 ) ركض مع الجهاد: تدرب . . أتقن الضرب على مدفع الهاون واحترفه . . وكان في الحرب الأولى ضمن مجموعة خطاب وموكل إليه الضرب بالهاون لأنه أتقنه أيما إتقان . .وبرع فيه في الحرب الحالية وأثخن في الروس بالهاون أيما إثخان .. ولما هدأت الحرب الأولى تولى معسكر التدريب فكان هو المسؤول عنه ... وكان رحمه الله حريصاً على شيئين:التربية العسكرية .. والتربية الإيمانية.. وكان يطلب من المجاهدين المتعلمين إلقاء الدروس فإذا تأخروا أو تعذروا غضب وأغلظ عليهم وقال:هذه أمانة فقوموا بها. كان رقيق المشاعر ..

عطوفاً على المجاهدين الفقراء والضعفاء –كالمجاهدين الأوزبك-؛ فإن الشيشانيين أو العرب مثلاً يعرفون كيف يحققون ما يريدون لأن هناك من يعينهم ؛ أما الأوزبك فلم يكن من يرعاهم.. أراد أحدهم مرة الزواج فسعى له .. حتى إنه عاتب حكيماً –رحمه الله- وقال:لو كان عربياً لأعنتموه.. .. فأعانه وأتى له بملابس جديدة.. مهلاً يد التقوى هي العليا ما بيننا عرب ولا عجــــم مثل الذباب تطايروا عميا خلوا خيوط العنكبوت فهم كالشمس تملأ هذه الدنـــيا وطني كبير لا حدود لــــه في الهند في روسيا وتركيا في أندونيسيا فوق شيشان هنا وأحطم القيد الحديديـــــــا آسيا ستصهل فوقها خيلي

( 3 ) بدأت الحرب الثانية .. وكثرت مجموعة خطاب فاحتاج إلى توسيع القيادة وتولية أمراء جدد .. فكان جعفر متميزاً خلقاً وصبراً وقيادة .. خاصة بعد مقتل القائد حكيم .. وكان جعفر من أعضاء المجلس الشورى العام .. تشكلت مجموعته .. واشتهر مع مجموعته بالإقدام .. وأصبح أكثر الشباب العرب يطمحون في صحبته .. فإذا جاء التقسيم دعوا الله أن يكونوا معه .. وأكثر الشهداء العرب كانوا في مجموعته .. وقد رأى أحدهم رؤيا –حين كان جعفر في أرغون- أن جعفر يقود حافلة في مطار أرغون وينطلق بها ومعه مجموعته .. وأسرع بها ثم طارت في السماء ..

فنسأل الله أن يجعل أرواحهم في عليين.. وعلى الجهاد طريقنا نحو القممْ لا نرتضي القيعان بالجبل الأشم وممن كان معه في تلك المجموعة (حين كان في أرغون وقت الرؤيا) واستشهد بعد ذلك:عبدالله المقدسي / أبوحبيب القصيمي / أبو المنذر الأماراتي / أبوعبيدة اليمني / أبو حذيفة المصري / أبو حمزة اليمني / أبومالك اليمني / عباد النجدي / عكرمة السوري/ أبوعبدالعزيز اليمني.. هو الإسلام علمهم صموداً كذاك يكون أبطال الصمود وهناك غيرهم ممن التحق فيما بعد بمجموعته ونال الشهادة ؛ منهم : أبوسعيد الشرقي .. أبودجانة اليمني .. أبوحفص المصري .. المثنى القصيمي .. أبوسمية النجدي .. أبوذر الطائفي .. أبوعاصم الجداوي .. كان مسعر حرب ؛ جريئاً .. حتى إن الشيخ أباعمر قال : لا ينبغي لهذا الرجل أن يولى ولاية لأني أخشى أن يهلك من معه ..

لأنه مقدام وكان يقول عنه : إنه مسعر حرب !! أرعب الروس وأرهبهم .. حتى إن الأخبار ثبتت أنه كان مرة على خط سرجنيوت .. فكان الروس يقولون في إخبارياتهم ( .. وخط سرجنيوت فيه مجموعة من جندنا و.. و .. وتواجههم مجموعة جبلية يقدر عددها بخمسة وعشرين ألفاً يقودهم الجنرال جعفر)!

مع إن مجموعته لم تتجاوز 140 شخصاً .. حتى إن الشيشانيين كانوا إذا رأوه ورأوا جسمه ضحكوا وقال:أنت الجنرال جعفر!؟ وكان من لا يعرفه منهم يأتي ويسأل المجاهدين أين الجنرال جعفر فإذا رأوه تعجبوا واستغربوا أن يكون هذا هو الذي دوخ الروس وأرعبهم !

في دياري لن يظل الغاصبون وبناري سوف يصلون الأتون قد عقدنا العزم أن نمضــــي لما قـــــدر الله وما شاء يكون سوف نجني النصر أو كأس المنون أحبه الشيشانيون وجرى اسمه بينهم حتى إن أحد المجاهدين قال مرة: أضعت مجموعتي ليلة من الليالي .. وتقلبت بين القرى .. فأتيت قرية وكنت أتحاشى الناس .. فلقيت امرأة عجوزاً شيشانية فكنت أحادثها بروسية مكسرة فخرج ابنها وعرف أنني مجاهد عربي ؛ فقال:من أي مجموعة؟ فقلت:مجموعة جعفر .. ففرح جداَ وأخذ مني سلاحي وأكرمني غاية الإكرام .. وسألني عن حال جعفر –وكان جريحاً ذلك الوقت – فأخبرته فتأثر وحزن .. ثم لم يتركني حتى أوصلني إلى المجاهدين..

( 4 ) كان حريصاً على التربية الإيمانية وربما وعظ المجاهدين .. وربما ذكرهم قبل المعارك بالله وعظيم أجره .. وربما رأيته يلقي ذلك وهو متاثر..وكان دائماً يذكر المجاهدين بفضل الجهاد والمجاهدين والغدوة والروحة في سبيل الله. كان متواضعاً (على كونه قائداً يستحق التبجيل)..

لم نر مثله في تقدير القيادات التي فوقه من مثل خطاب (وحكيم سابقاً) ويعقوب وأبي الوليد .. فإذا أتى أحدهم معسكره في زيارةٍ قدمه وقدره ..حتى لو طلب منه أحد جنوده طلقة قال استأذن من القائد (يعني الذي فوقه) ولا يفعل شيئاً أبداً.. وربما رأيته يتكلم ويوجه فإذا جاء قائد أكبر منه صمت وسكت وتكتَّف كأنه جندي من الجنود .. مع أنه قائد .. وهذا من طيب نفسه.. إذا المكارم في آفاقنا ذكرت فإنما بك فيها يضرب المثل ومن ذلك أنه كان –بإجماع المجاهدين- لا يأمر أحداً بشيء أمراً مباشراً .. حتى إنه ربما أراد كأساً عند بعض المجاهدين فلا يطلبه منهم بل يقوم بنفسه فيحضره .. وكان على جسيم مشاغله وتعدد مسئولياته يقوم في حاجته بنفسه .. حتى في أوقات الحرب ووسط الغابات ربما غسل ثيابه بنفسه ولا يأمر بل لا يرضى أن يغسل له أحد ثوبه على تزاحم أعماله.. كان على تواضعه عطوفاً حتى إن في مسيرة الانسحاب تقدمت مجموعته لاستقبال المجاهدين في بعض القرى .. فكان يروح ويجيء ويجهز ويرسل .. كان المجاهدون وأكثرهم مرضى متعَبون ..

وأكثرهم تورمت أقدامه.. فكان يرعاهم بل لم ينم الليل حتى الساعة العاشرة من الغد .. بل –هكذا أخبر أصحابه- كان ربما غمز أرجلهم لأنها قد تعبت من المشي وهو القائد..!!

يقول أحد المجاهدين : في أحد ليالي الشتاء كان المجاهدون متعبين بعد عناء اليوم .. ولم يناموا إلا حوالي الساعة العاشرة .. فاستيقظتُ الساعة 12.30 فوجدتُ جعفر يتحدث مع خطاب من خلف نافذة .. وطال الحديث وطال .. وكان خطاب يدعو جعفر أن يحرك مجموعته لمهمة .. وجعفر يقول : جيد لكن الشباب لا بد أن يرتاحوا قليلاً .. وخطاب يحاول معه ويقول : يكفيهم ما ارتاحوا .. وجعفر لرحمته يقول : لا بأس ولكنهم متعبون ولا بد أن يرتاحوا .. ولما ذهب خطاب استراح جعفر على فراشه فلم يأته النوم .. ثم قام وتوضأ وصلى ركعتين .. ثم شغل سيارته وانطلق ليرتب أمور مجموعته .. ولم ينتظر حتى الصباح فلله ما أصبر تلك الهمم!

سبحان خالق قلبٍ كيف لذته فيما النفوس تراه غاية الألـــــ م

متيم بالندى لو قال سائله هب لي جميع كرى عينيك لم ينم

كان رقيق المشاعر .. لا ينسى حاجتك .. طلب أحدهم حذاء .. فأعطاه إياه بعد زمن ولم ينس حاجته .. وطلبتُ مرة سلاحاً خاصاً فمرت ثلاثة أسابيع .. حتى والله إنني أنا نسيت حاجتي ..

فأخذ جعفر يوزع أسلحة ثم نادي علي وأعطاني الذي أريده.. كان لا يأكل قبل المجاهدين .. ولا يلبس قبل المجاهدين .. بل إن المجاهدين صرفت لهم بدل عسكرية جديدة فكان هو من أواخر من لبس .. بل إنهم كانوا في الغابة .. وأشد ما في الغابة إذا نزل المطر فإنه تضيق صدور المجاهدين لشدة المطر وزلق الأرض والطين ولا تقدر أن تشب ناراً.. فوزعوا مرة خياماً جديدة مريحة مانعة من البلل ؛ حتى كأنها فندق .! دخل المجاهدون فيها وناموا أما هو فلم يكن له مكان .. فذهب مع صاحب له إلى أغصان شجر قد صففت ووضعوا فوقها بلاستيكاً وهي مفتوحة من الجوانب .. ونام تحتها.. وهو من هو . ذا اعتاد الفتى خوض المنايا فأهون ما يمر به الوحول

( 5 ) : القائد! ومع طيبته فكان قائداً مربياً .. كان يمر على مجموعاته (شيشان .. عرب .. أذربيجانيين .. ) فإذا رأى بقايا سكر في الأرض عاقب المجموعة ألا يصرف لهم سكر .. وكذلك إذا رأى كسر خبز : كيف تسرفون وإخوان لكم لا يجدون ما يأكلون؟ كان يربي الشباب على القيادة .. يجتمع بهم ويشاورهم .. حتى مع الشباب الجدد الذي لم يسبق لهم تجربة .. فيحاور ويقول:إذا جاء الروس من هنا .. فهل نأتي من هنا .. وماذا نفعل .. ويعرض الأفكار.. وربما أرسل هذا للترصد .. وهذا لعملية .. كان يسهل الأمور .. ويعطيك المسئوليات بأسلوب ميسر : (تذهب مع هؤلاء .. وكذا وكذا .. وإذا يأتون الروس اضربهم والله أكبر)! هكذا أسلوبه.. حتى إن جنوده كانوا يندهشون من هذا الأسلوب السهل .. واعتادوا على القيادات .. كان يوليهم .. هذا مسئول التموين –وهي مسئولية صعبة وثقيلة - .. وهذا مسئول الذخيرة وهذا وهذا .. فصار المجاهدون كخلية النحل ؛ مع أنه كان لا يجلس كثيراً معهم إذ هو مشغول بمهمات أكبر من تحركات وترصدات واجتماع مع القيادات..

6 ) كان حريصاً على أن تتعلم زوجته اللغة العربية .. فكان يأمرها ألا تتكلم معه في البيت إلا بالعربية .. فمرة قدمت له الطعام وقالت له (كل) بالروسية فغضب ودفع الطعام وخرج من البيت..ولذلك فقد تعلمت كثيراً من العربية من أجل حرصه رحمه الله عليها.. لم يعش حياة الترف .. مرض مرات .. وأصيب مرة .. كان هناك 6 من المجاهدين داخل الغابة؛ فكمن لهم الروس .. وضربوهم بالرشاش .. فأصيب أحد المجاهدين (أبوالمثنى) فكان يقول وهو مصاب في دمائه : اللهم احفظ أبا جعفر .. .. وأصيب أبوجعفر بطلقات أصاب بعضها مفصل يده اليمنى .. حتى كانت يده تكعف قليلاً إذا أراد الأكل.. وأصابت أخرى في عضد اليسرى ... وأصيب كذلك في ظهره.. كان فيه –بإكرام الله له- إحساس باطني عجيب .. قام ذات يوم فزعاً من نفسه واتصل بالمخابرة فعلم أن هناك تقدماً للروس .. وفزع في يوم آخر أشد من ذلك فاتصل بالمجاهدين فعلم أن هناك تقدماً للروس وأن هناك إصابات في المجاهدين..

كان مخلصاً .. ربما نفذ عملية .. فيأتي إليه المجاهدون ليأخذوا منه أخبارها مباشرة .. فلا يتكلم عن نفسه ولا يقول خططنا هجمنا بل يقول:فعل الأخوة وخطط الأخوة.. وكان من شجاعته أن المجاهدين الذين معه يقولون إذا كان معنا أبوجعفر في اشتباك فإننا لا نخاف العدو ولا نرهبه وذلك لإقدامه وشجاعته .. وكان لايعرف الانسحاب من أرض المعركة وإن حصل إنحياز لكامل المجموعة فإن أباجعفر يكون هو آخر من ينسحب

ويذكر عنه أحد من شارك معه في عمليات انتصارات العيد – عملية أرقون - : كنت أحد أفراد مجموعة أبو جعفر رحمه الله وكنا كامنين على طريق قدرميس وبدأت العملية الساعة السابعة وخمس وأربعون دقيقة ووصلت القافلة وكانت عشر آليات وبتاير وهنا أعطى الأمر جعفر وبدأت الرماية وحرقنا جميع هذه الآليات الروسية بفضل الله تعالى فأرسل الروس مدد لهذه القافلة : آليه وخمس عشر فرد من الروس - تقريباً - واشتبكت أنا وأخونا عماد مع الروس وعندما سمع أبو جعفر الرماية أتى إلينا وقال أشركوني في الأجر وأخذ يرمي عليهم وكان نصف جسده ظاهر للعدو واشتبكنا معهم حوالي ساعتين وكان ينتقل من خندق إلى خندق يساند الشباب لأن بعض الجنود الروس ما قتلوا وكان الإخوة قريبين من الخط فمن الله علينا بقتل أكثرهم وجرح البعض الآخر وأرسل الروس أيضا مدد ثلاث آليات وقرابة 45 جندي واستمر الاشتباك معهم من العاشرة صباحا إلى الثانية والنصف ظهرا وعندما شاهد أبو جعفر ذلك وكان في بداية المجموعة أتاني مسرعاً وقد أخذ من بعض الإخوة قاذف قنابل وأخذ يرمي عليهم واشتبكنا معهم ...وعندما اثخنا فيهم كنا نسمع بعض الروس يقول ماما ويقولون ساعدونا .

.وخرج أبو جعفر ليرى من بقي من الروس ويجهز عليهم وعند ذلك حدث ما لم يكن في الحسبان حيث طلب من بقي حياً من الجنود الروس الإمداد فوصل الإمداد في أكثر من ستة وعشرون الية من بين دبابات وبي ام بي وشاحنات مليئة بالأفراد وعندما رأيناها كبرنا وارتفعت أصواتنا بالتكبير والتهليل وبلغت القلوب الحناجر وظننا أنا لن ننجو من هذا الهجوم المباغت وقال لي أخ بجواري ماذا نفعل فقلت أذكر الله واطلب من الله الثبات وجاء آخر وقال ماذا نفعل أكثر الإخوة انحازوا فتعال نفعل مثلهم فقلت له ننتظر أمر الأمير وعندها كنت متحيراً مدة من الزمن بين أن أنحاز أو اثبت في مكاني وخرجت من الخندق ورأيت أبا جعفر يقول للإخوة اتقوا الله واثبتوا وقال لي اثبت يا أخي ولتتقي الله وثبتنا الله

وكان أبو جعفر أسد يصول ويتجول في أرض المعركة حتى أحرقهم بديزل موجود معهم وأحرق عشر آليات وقد انحزت مع أخ جريح وكان قد ثبت مع أبي جعفر أربعة من الإخوة وكان الأخ أبو جعفر آخر الإخوة المنحازين وقد انتقل إلى رحمة الله في ركب الشهداء القائد الهمام أبوجعفر اليمني وذلك في يوم السبت 18/2/1422هـ حيث كان خارجاً مع بعض المجاهدين من سلاح المهندسين لزراعة الألغام في طرق القوافل الروسية وأثناء قيامهم بزراعة الألغام إنفجر فيهم أحدها فانتقل إلى رحمة الله وقتل معه أبوبكر التركي وأحد المجاهدين الشيشان نسأل الله أن يتقبلهم جميعاً في ركب الشهداء للمنايا وقد تأخر شهرا ليت مليون مهجة سبقته وذهاب اللئيم يذهب عسرا فبقاء العظيم في الأرض نفع وسرت قدماً إلى الجنات يابطل نلت المكارم والأمجاد يا رجل بسيركم تستقـــى الآيات والمثل بنهجكم يا أخي تحيى ضمائرنا لما رحلت، وسحت عينها المقل إيهٍ أباجعفرٍ قضت مضاجعنا ليثاً هصوراً به يستشرف الأمل تبكيك شيشان والساحات إذ فقدت وتطرد الظلم والأعداء فانخذلوا فكم أقمت بها تحي كرامتها نقلا عن صوت القوقاز



أولئك هن الأمهات

هذه القصة قرأتها فأعجبتني ، فأحببت أن تطلع عليها كل أم وكل ابن حتى نعرف كيف كان يربي السلف أولادهم:

حُكيَ أنه كان بالبصرة نساء عابدات ، وكان منهن أم إبراهيم الهاشمية ، فأغار العدو على ثَغر من ثغور الإسلام ، فانتدب الناسُ للجهاد ، فقام عبد الواحد بن زيد البصري في الناس خطيبًا ، فحضهم على الجهاد ، وكانت أم إبراهيم هذه حاضرة مجلسه ، وتمادى عبد الواحد على كلامه ، ثم وصف الحور العين ، وذكر ما قيل فيهن ، وأنشد في وصف حوراء:



غادةٌ ذاتُ دلالٍ ومــرحْ يجدُ النَّاعِتُ فيـها ما اقتـرحْ
خُلِقتْ من كل شيءٍ حسنٍ طيِّبٍ فالليْثُ فيهـا مُطـَّرحْ
زَانَها الله بوجـهٍ جُمعتْ فيه أوصافُ غريباتِ المُلـح
وبعينٍ كُحْلُها من غُنْجِها وبِخـَدٍّ مِسـْكُهُ فيـه رَشَح
ناعمٍ يجري على صفحتِهِ نَضـْرَةُ المُلْكِ ولألاءُ الفرح
أَتَرى خاطبَها يسمعُهـا إذ تُدِيُر الكأسَ طَوْرًا والقَدَح
في رياضٍ مونِقٍ نَرْجَسُها كلـما هبَّتْ له الريح ُ نَفَـح
وهي تدعوه بِـوُدٍّ صادقٍ مُليءَ القلبُ به حتى طَفَـح
يا حبيبًا لستُ أهوى غيره بالخواتـيم يَتـمُّ المُفْتَـتَحْ
لا تكونَنَّ كمن جـَدَّ إلي مُنْتَهى حاجَتـِهِ ثم جَمـَح
لا فما يَخْطُبُ مثلي مَنْ سَها إنما يخطب مِثلي مَنْ أَلـَح

قال : فماج الناس بعضهم في بعض ، واضطرب المجلس ، فوثبت أم إبراهيم من وسط الناس ، وقالت لعبد الواجد : " يا أبا عبيد ، ألستَ تعرف ولدي إبراهيم ، ورؤساء أهل البصرة يخطبونه على بناتهم ، وأنا أضربه عليهم ، فقد والله أعجبتني هذه الجارية ، وأنا أرضاها عروسًا لولدي ، فكرر ما ذكرت من حسنها وجمالها ، فأخذ عبد الواحد في وصف حوراء ، ثم أنشد:
تَوَلَّدّ نور النورِ من نور وجههــا فمازج طيبَ الطيبِ من خالص العَطرِ
فلو وطئت بالنعل منها على الحصى لأعشبت الأقطار من غر ما قطــر
ولو شئت عقد الخصر منها عُقدته كغُصن من الريحان ذي ورق خُضرِ
ولو تفلت في البحر شهد رضابها لطاب لأهــل البر شربُ من البحر
يكاد اختلاسُ اللحظِ يجرح خَدَّها بجارحِ وهمِ القلبِ من خارج السـتر

فاضطرب الناس أكثر ، فوثبت أم إبراهيم ، وقالت لعبد الواحد : " يا أبا عبيد ، قد والله أعجبتني هذه الجارية ، وأنا أرضاها عروسًا لولدي ، فهل لك أن تزوجه منها هذه الساعة ، وتأخذ مني مهرها عشرة آلاف دينار ، ويخرج معك في هذه الغزوة ، فلعل الله يرزقه الشهادة ، فيكون شفيعًا لي ولأبيه في القيامة ؟ " فقال لها عبد الواحد : "لئن فعلتِ لتفوزَنِّ أنتِ وولدك وأبو ولدك فوزًا عظيمًا " ، ثم نادت ولدها : "يا إبراهيم " ، فوثب من وسط الناس ، وقال لها : " لبيك يا أُماه " ، قالت : "أي بُنيَّ ، أرضيت بهذه الجارية زوجة ببذل مهجتك في سبيل الله ، وترك العود في الذنوب ؟" ، فقال الفتى : " إي والله يا أماه ، رضيت أيَّ رضا" .
فقالت : " اللهم إني أُشهدك أن زوجَّتُ ولدي هذا من هذه الجارية ، ببذل مهجته في سبيلك ، وترك العود في الذنوب ، فتقبله مني يا أرحم الراحمين " ، قال: ثم انصرفت ، فجاءت بعشرة آلاف دينار ، وقالت : " يا أبا عبيد ، هذا مهر الجارية تجهز به ، وجّهَّز الغزاة في سبيل الله تعالى " ، وانصرفت ، فابتاعت لولدها فرسًا جيدًا ، واستجادت له سلاحًا .
فلما خرج عبد الواحد خرج إبراهيمُ يعدو ، والقراءُ حوله يقرؤون : ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة) .
قال : فلما أرادت فِراق ولدها ، دفعت إليه كفنًا وحَنُوطًا ، وقالت له : " يا بُنيًّ ، إذا أردت لقاء العدو فتكفن بهذا الكفن ، وتحنَّط بهذا الحنوط ، وإياك أن يراك الله مقصرًا في سبيله " ،

ثم ضمته إلى صدرها ، وقبلته بين عينيه ، وقالت له : " يا بني لا جمع الله بيني وبينك إلا بين يديه في عرصات القيامة" .
قال عبد الواحد : فلما بلغنا بلاد العدو ، ونودي في النفير ، وبرز الناس للقتال ، برز إبراهيم في المقدمة ، فقتل من العدو خلقـًا كثيرًا ، ثم اجتمعوا عليه فقُتل .
قال عبد الواحد : فلما أردنا الرجوع إلى البصرة قلت لأصحابي : " لا تُخبروا أمَّ إبراهيم بخبر ولدها ، حتى ألقاها بحسن العزاء ، لئلا تجزع فيذهب أجْرُها ، قال : فلما وصلنا البصرة خرج الناس يتلقَّوننا ، وخرجت أمّ إبراهيم فيمن خرج .
قال عبد الواحد : فلما نظرت إليَّ قالت : " يا أبا عبيد ، هل قُبلت مني هديتي فأهنَّأ ، أم رُدَّت عليَّ فأُعَزَّى ؟ " ، قلت لها : قد قُبِلَت هديتُك ، إن إبراهيم حَيٌ مع الأحياء يُرزق " ، قال : فخرت ساجدةً لله شكرًا ، وقالت : " الحمد لله الذي لم يخيب ظني ، وتقبل نسكي مني " ، وانصرفت .


فلما كان من الغد أتت إلى المسجد عبد الواحد ، فنادت : " السلام عليك يا أبا عبيد بُشراك " ، فقال : " لا زلتِ مُبَشَّرةً بالخير " ، فقالت له : " رأيت البارحة ولدي إبراهيم ، في روضة حسناء ، وعليه قبةٌ خضراء ، وهو على سرير من اللؤلؤ ، وعلى رأسه تاجٌ وإكليل ، وهو يقول : " يا أّمَّاه أبشِرِي ، فقد قُبل المهرُ ، وزُفَّت العروس " .

كذلك كانت النساء في ذلك العهد الكريم مبعث كل شيء في نفوس أبنائهن ، والأمر في ذلك ما قال رافع بن هُريم:
فلو كنتم لِمُكْيِسَةٍ لكاست وكَيْسُ الأم يُعْرفُ في البنينا
أما بعد:

فأولئك هن الأمهات اللواتي انبلج عنهن فجر الإسلام ، وسمت بهن عظمته ، وصدعت بقوتهن قوته ، وعنهن ذات مكارمه ، ورسخت قوائمه ، وهكذا كانت الأم في عصور الإسلام الزاهية ، وأيامه الخالية : مهبط الشرف الحر ، والعز المؤثل ، والمجد المكين ، وصدق الشاعر:
الأم مدرسة إذا أعددتهـا أعددت شعبًا طيب الأعراقِ
الأم روض إن تعهده الحيا بالري أورق أيــما إيراقِ
الأم أستاذ الأسـاتذة الأُلى شَغَلتْ مآثرهم مـدى الآفاق

" فكاهة الأذواق من مشارع الأشواق إلى مصارع العشاق" نقلاً عن عودة الحجاب ( 2/209).

منقول عن الرابط التالي:http://www.islamweb.net/Article.asp?Article=4268


اسم الكتـــــــــاب / مصارع العشاق الي بلاد الأشواق للنحاس"



عربي براييف

هو عربي بن علاء الدين براييف ولد رحمه الله في يوم27مايو 1974م في قرية الخان كلا ، وسبب تسميته بعربي هو أن أمه رأت في منامها قبل ولادته بأربعة أيام رجلاً عربياً كبيراً في السن ويلبس ثياباً بيضاء فقدم لها طفلاً أ.هـ ولما علم جده بهذه الرؤيا سماه بـ عربي ...

توفي والد عربي براييف وله من العمر إحدى عشر سنة ثم بها بعامين توفيت أمه ، والتحق بدارسته حتى أنهى المرحلة الثانوية بمعدل جيد، وكان معروفاً بين معارفه بالكرم والأخلاق الكريمة وكان منذ صغره يحب الرياضة ويتقن فنون القتال المختلفة كالكيك بوكسنغ والكراتيه والمصارعة والملاكمة والكنغ فو . وكانت تصرفاته وهو ابن الثالثة من العمر كتصرفات ابن الثامنة لما تميز به من رجاحة عقله ورزانة خلقه ,كان شهما وشجاعا سريع التعلم على الأسلحة حتى أنه اتقن أكثرها

وكان زاهدا في الدنيا حيث توفي ولم يكن له بيت بل كان يسكن بيت أبيه وكان يدعو الله ألا يكون من المتنافسين في البنيان وكان يردد حديث التطاول في البنيان .. جهاده : حينما بدأت الحرب التي قادها جوهر دودايف شارك عربي في الحرب مع مجموعة تقارب 25شخصا بقيادته في سنة 1995م وكان قناصا ماهرا وقد شارك في عملية قروزني في آخر الحرب حيث كان في الجهة الجنوبية في منطقة تشيرنورتش وكان معه 150مجاهدا وبعد انتهاء الحرب حاز على رتبة جنرال وكان الأصغر سنا بهذه الرتبة تنبه الشيخ فتحي رحمه الله لعربي براييف واهتم به وبمجموعته حتى انضم هو ومجموعته تحت الشيخ فتحي رحمه الله لما تميز به من شجاعة وكرم وثبات وعزيمة ولذلك كناه الشيخ في الحرب السابقة بأسد الله .

وبعد انتهاء الحرب الأولى ترأس عربي ( الفوج الإسلامي الخاص) التي قام بتكوينها الرئيس السابق زلم خان وكان عربي له علاقات وصلات مع زلم خان قوية جدا وكان الفوج الإسلامي متخصص في محاربة الخمور والمخدرات . تأثر عربي براييف بالشيخ فتحي رحمهما الله فحرص على تعلم العلم الشرعي فحفظ عدة أجزاء من القران الكريم ومجموعة كبيرة من الأحاديث النبوية وكان حريصا على التمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم كان له نقاش مع الصوفية وأقنع بعضهم عن الرجوع عما هم فيه ومنهم أخوه .. وكان محباً للأنصار العرب الذين شاركوا في الحرب الأولى أو من جاء بعدها واستقر في الشيشان حيث كان له أثر كبير في التمكين لهم .. وفي بداية الحرب الثانية كانت مجموعته 150 مجاهدا ثم زاد العددإلى 400مجاهد وذلك نظرا لإبداعه في حرب قروزني والسيطرة على قرى ومواقع حساسة في يرمولوف مسقط رأسه وقد شارك في الدفاع عن العاصمة قروزني وبعد انحياز المجاهدين منها شاع نبأمقتله وبعدها بثلاثة أيام فاجأ الروس بالهجوم على مواقعهم في قرية يرمولوف .

أبدع رحمه الله في الحرب وقاتل قتال الأشاوس فأصبح الروس يرتعدون منه ويخافون من المناطق التي يتواجد فيها . وبعد انحياز المجاهدين من شاتوي وقع لمجموعة عربي مقتلة كبيرة فقتل منهم واستشهد 174مجاهدا وأكثر البقية جرحوا وكان ذلك في قرية سعدي كوتر فقل عدد مجموعته ولكن في نهاية عام 2000اجتمع حوله قرابة 500مجاهد فساموا الروس سوء العذاب... أسد على الأعداء يرغم أنفهم قهراً ويثأر صادقاً للدين كان شديدا على المنافقين سليطا عليهم وكان يفضل قتلهم على قتل الروس‍‍‍ لذا كانوا يخشونه ويخافون منه ومن مجموعته...

كان يدعوالله بالشهادة دائما وكان من عادته رحمه الله قبل القيام بأي عمل أن يصلي ركعتي استخاره وكان دائم المحافظة على الوضوء وكان رحمه الله سببا في عزل الروس لأحد قادتهم الكبار (شومانوف)حيث عزل من منصبه القيادي لفشله في إطفاء مقاومة المجاهدين ولا سيما الذي كان يقع من عربي ومجموعته . أصيب رحمه الله في جهاده الأخير _الحرب الحلية 18مرة وكان بنصف معدة حيث أصيب في معدته وأصيب في أحدى كليتيه وطحاله وفي جسمه العديد من الشظايا وقد تعرض لمحاولات اغتيال عديدة قاربت 15مرة وقد أثرت شجاعته وبسالته في أهل بيته وأقاربه حتى أن ابنة أخيه حواء براييف قامت بأول عملية استشهادية في الشيشان : وينشأ ناشيء الفتيان منا على ما كان عوده أبوه كان رحمه الله وثيق الصلة بربه حيث كان حريصا على التهجد ويحث أصحابه بالألتزام به وكان كثير الألحاح على الله بسؤال الشهادة يارب فارزقنا الشهادة والمنى هذي الرقاب لصدقنا برهان واسكب دمانا في المعارك إننا بعنا النفوس ودمعنا هتان ونخيط أثواب الشهادة علها تأتي وخير ثيابنا الأكفان استشهاده : كان للمنافقين دور كبير في الوشاية بعربي براييف ومجموعته حيث أن قرية الخان يورت من القرى التي يكثر فيها المنافقون وهي قريبة من قرية يرملوفكا من ضواحي قروزني أخبر المنافقون الروس بوجود عربي ومجموعته في قرية يرملوكا فقامت القوات الروسية بحصار القرية وحشدوا حولها آلاف الجنود وبدأوا بالهجوم على القرية بالمدافع والطائرات فتصدى لهم عربي ةمن معه لمدة يومين حتى نفدت أكثر الذخيرة التي معهم وقتلوامن الروس مقتلة كبيرة ثم قتل رحمه الله وكان آخر كلامه (الله أكبر لااله إلا الله)وأخفى أصحابه جثمانه واستمروا في القتال حتى قتل منهم 14مجاهدا ووقع 4 منهم في الأسر لكونهم جرحى وانسحب الباقون وكانوا لا يتجاوزون العشرة .

فلله در هذا الفارس البطل الذي لم يعرف الذل والخنوع يوما ما بل عاش كريما عزيزا ومات شهيدا باذن الله . عربي رحلت بعزمك المتوهج وهزمت جيشا بالسلاح مدجج توفي رحمه الله وقد ترك ورائه أربع زوجات وثلاثة ابناء وهم :فتحي وسيف الله وسيف الأسلام وسوف يكونون باذن الله غصة في قلوب الأعداء كما كان أبوهم رحمه الله . يا فوز من نال الشهادة والمنى وتلقفته بأرضها الشيشان ألا فلتفخر الشيشان بأنه خرج من ثراها أمثال هذا القائد الفذ..ولتفخر أمة الإسلام أن وجد فيها من أمثال عربي براييف الذي نكأ الأعداء وسامهم سوء العذاب ثم قضى نحبه مجاهداً لله مقبلاً غير مدبر شيشان يأرض الإباء تحدثي عمن لهم في أرضك الآثار عن موكب الشهداء حين سرى إلى نزل كريم تحته الأنهار وعن الأشاوس كم أذاقوا الروس من خزي تردد ذكره الأمصار نقلا عن صوت القوقاز



ابواسيد الأردني

ابواسيد الأردني.....ابراهيم الشمري........
ينحدر من عائلة عريقة في الاردن ....ومن قبيلة عربية اصيله.......
كان رحمه الله في الجيش الاردني......عمل لفترة طويلة فيه ......
ولم يسبق له الذهاب الى الجهاد قبل ذلك....لاالى افغانستان ولا الى البوسنه....ولا غيرها....

قصة الشهيد..(ابواسيد الاردني)...في الشيشان من المعلوم ان في الاردن طائفة من الشيشانيين المهاجرين الى الاردن ابان الاحتلال السوفييتي لأراضيهم.......ويطلق عليهم في الاردن (الشركس)...... يشتهرون بصرامتهم والحفاظ على عاداتهم وتقاليدهم.... والتي ينتمي اليها فضيلة الشيخ فتحي الشيشاني (ابوسياف) رحمه الله.... فقد كان الشيخ فتحي رحمه الله من المشاركين لاخوانه الأفغان جهادهم..... وكان مقربا من قياداتهم .....وبعد الحرب الافغانيه رجع الى الاردن ومنها الى بلده الأصلي الشيشان..... بدأت الحرب الشيشانيه الأولى في عام 1995م فوصلت الى مسامع ليثنا ابواسيد الاخبار.... والحمله الروسيه الظالمه على ذلك الشعب الاعزل.... فتحركت فيه الحميه الاسلاميه....وثارت بين جوانبه حرقة لطلب الشهاده ..... فلم يتردد للحظه...بل اعد واستعد ونفر الى الشيشان ......

فكان من اوائل من دخل الشيشان قبل المجاهد ابن الخطاب حفظه الله ..... وصل رحمه الله الى قرية سيسن الشيشانيه ....وهناك رابط بها.... وتجول في اراضي الشيشان ليعرف طرقها ...وممراتها وجبالها....... وبعد فترة تزوج هناك رحمه الله ......وكان مع الشيخ فتحي الشيشاني.... وصل خطاب حفظه الله الى الشيشان .....واجتمع بالقادة الشيشانيين ...(كما بينا ذلك في موضوع من سوالف خطاب في الشيشان-1-)...... التقى بالقائد خطاب ....واستفاد منه خطاب كثيرا في معرفة الطرق ...والمناطق..... وكذلك استفاد من خبرته العسكريه ...لعمله السابق في الجيش الاردني..... مرت الايام وليثنا يزداد كل يوم شجاعة واقداما...وتضحية وبطوله...... شارك مع خطاب في الكثير من المعارك والعمليات... حتى اتت معركة المصنع في منطقة ارقون.....وكانت من المعارك الحسمه.... والشديده اذ انها هجوم شامل ومدمر على ثكنات للجيش الروسي من القوات الخاصه(الأمون) ... وبجانب ثكناتهم مصنع مهجور.....

صعد على سطح المصنع ابواسيد ومعه رفيقه ابوحفص الاردني... وكان رحمه الله راميا ماهرا بسلاح الفقوت (مشابه لسلاح الميلان بالتوجيه)... ضرب اول قذيفه فأصابت مقتلا في الروس..... ضرب الاخرى دون ان يشعر الروس بها او بمصدرها ..... ولكنهم شكوا في جهة المصنع فأطلقوا قذائف الدبابات ...على المصنع.... فأتت شظية فضريت رأسه وشقت فروة رأسه عن الجمجمه .... سقط رحمه الله وهو يردد ...اللهم لك الحمد ...اللهم لك الحمد

...( وهذه اللقطه مصورة بالفيديو).. حملوه وكلهم حزنا عليه ...وهو يردد بابتسامة اللهم لك الحمد..... رآه صاحبه سيف الله الشيشاني ....فبكى عليه ورافقه الى المستشفى(اسعافات اوليه)... وكان مرافقا لأسيد الاردني فأمره خطاب بالرجوع الى المعركه لحاجتهم له....

وفعلا امتثل للأمر بكل قوه ...وهو لايريد مفارقة اسيد....ويترجى خطاب ان يسمح له بمرافقة اسيد.. ولكن لم يسمح له خطاب بذلك...رجع الى المعركه وأصيب بها وقتل رحمه الله .....


ولحق برفيقه اسيد ان شاء الله في الجنه...وتقبل الله منهم ارواحهم..... رزق بعدها ابواسيد بطفل من زوجته الشيشانيه ...فأسمته بإسم ابيه.. ابراهيم.......رحم الله ابراهيم واصلح له زوجه وولده....



أبو آدم الأمريكي

الشهيد الأمريكي [ نحسبه كذلك ] أبو آدم جبريل الأمريكي – رحمه الله

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد ابن عبد الله وعلى أله وأصحابه ومن تبعه إلى يوم الدين أما بعد : فلقد قررت أن أكتب ما حدث كتذكرة لي ولأخواني وأخواتي فعندما نرى في زمننا هذا أمثلة لمن يتبعون خطوات السلف الصالح بالقول والعمل وقلوبهم مليئة بالإصرار والإخلاص ، نزداد حرصا على الكفاح وبذل قصارى جهدنا ، وكلنا أمل بالوصول إلى درجة أحباء الله ، فهي ليست بعيدة المنال أو لا تدرك .

[ كل ما أريد هو الشهادة في سبيل الله في كشمير ، ولا أريد أن أكون مشهورا أو معروفا ] هذه كانت كلمات أبو آدم جبريل الأمريكي ، عندما كنا نمشي حول المركز في موردك في باكستان ، كنا نراقب الحصن في الإسطبل ، ونتحدث عن التدريبات للجهاد ، والجهاد بصورة عامة .

لقد كان أبو آدم في التاسعة عشر عندما بدأ يجاهد في صفوف المجاهدين في كشمير المحتلة . ولد أبو آدم من عائلة مرموقة وثرية في أطلنطا – جورجيا ، كان طفل متميز ومتفوق في أغلب نشاطاته ، كان معتاد الذهاب إلى الكنيسة مع والديه ، وكان معروف بالحلم والطيبة حتى قبل إسلامه . كان دائما يحرص على التميز في كل أعماله ، وعندما بلغ السادسة عشر ولأن الله العليم يعلم ما في أبو آدم من خير ، أراد الله أن ينير بصيرته فأخذ أبو آدم يبحث عن إجابة لكثير من التساؤلات التي كانت تحيره ولم يجد لها إجابة في النصرانية ، فقرأ عن الإسلام واليهودية والبوذية ، وديانات أخرى ، وأراد الله لهذا القلب أن يرى نور الإسلام ، فأسلم أبو آدم والحمد لله . أخذ أبو آدم يتردد على المسجد الموجود في الطرف الغربي من أطلنطا " مسجد الإمام السجين جميل الأمين فك الله أسره " ، كان يجلس الساعات الطويلة بمفرده يقرأ ويبحث ويدرس عن أحكام الإسلام ، وكان في قلبه من الخوف والخشية ما يجعله يصر على المعرفة ، حتى لا يقع في منكر أو معصية دون علم لأنه حديث الإسلام . انتهى أبو آدم من شهادة الثانوية العامة وأتجه ليكمل دراسته في الكلية في إحدى مدن كارولينا الشمالية ، وهناك كانت له صحبه صالحه ، ساعدته على الدراسة والاستزادة من العلم الصحيح على منهج أهل السنة ، فدرس العقيدة والسنة بأصولها ، ودرس أحوال إخوانه المسلمين في البوسنة وبورما وكشمير والشيشان ، ومن هنا أصبح تفكيره منحصر بمعانات إخوانه وأخواته ، وكان يعلم من دراسته أن هناك حل وخطوه يجب أن يأخذها من أجل إخوانه وكانت اللحظة الفاصلة والقرار الذي غير حياته ، ترك أبو آدم الكلية وأخذ يستعد لرحلته القادمة ، رحلة القليل من يفكر فيها …

إنها رحلة الجهاد في سبيل الله . تملك الجهاد من قلب أبو آدم ، واشتعلت الرغبة لديه لمحاربة أعداء الله فبدأ برنامج من التمرينات الشاقة ليعد نفسه للمعركة القادمة بأصعب الظروف . وها أنا أذكر برنامجه ، وأدعو الله أن يستفيد منه إخواننا . الاستعدادات :- بدأ أبو آدم يقضي أكثر أوقاته في المسجد ، للصلاة وحفظ القرآن وتلاوته وزاد من تطوعه في الصيام والقيام وحفظ الكثير من الأدعية لكل مناسبة ، كان يطيل في صلاته ويحرص على الخشوع فيها ودرب نفسه على ذلك ، درب نفسه على قلة النوم والأكل والشرب ، حتى يتكيف مع ظروف الجهاد .

رحم الله أبو آدم ، فلقد أيقن أن الجهاد هو تربية الروح والنفس ، لم يقتصر أبو آدم في استعداداته على التربية الروحية ، بل أخذ يربي ويبني قوته الجسدية ، وحرص على دراسة الخطط الحربية ، قام بشـراء حـذاء عسكري ( يتصف بالحجم الضخم والوزن الكبير ) فمن يلبسه يشعر كأنه يرتدي طن في قدميه ، بدأ بالتدريب يوميا مرتديا هذا الحذاء ، وكان يركض المسافات الطويلة ، ويضيف لثقل الحذاء ثقل قطعة من الخشب تربط إلى وسطه بحبل طويل ، حتى يحتمل أي نوع من الظروف . تدريبات الكوماندوز:- بدأ أبو آدم تدريباته الفعلية في رمضان 1997 مع مجموعة الأشقر الطيب ( مجاهدين أهل السنة في كشمير ، وهذه المجموعة من أقوى المجموعات التي تلقي الرعب في قلوب الأعداء الهنود في كشمير ) ، بدا في أصعب أوقات السنة في منتصف الشتاء . أنا أؤمن أن كلا ما زادت مشقة التدريب كلما بارك الله فيه ، فالمجاهدين يمرون في كثير من الصعوبات ولكن لا تزيدهم إلا قوة وصلابة وتصقلهم كما تصقل النار الذهب وتمر عليهم بعض أوقات الشدة فيدعون الله قائلين : ( يا الله أنك تعلم ما نقوم به خالصا لوجهك الكريم ، فأعنا يا الله ، فبدون عونك لا نستطيع الاستمرار ) .

ولكي تعي أخي المسلم صعوبة ظروف إخواننا المجاهدين في كشمير يجب أن تعرف بعض الحقائق :

- 1. تقع كشمير في محيط جبال هملايا ، أعلى جبال في العالم .

2. معسكر التدريب يقع على جبل ارتفاعه ( 12000 ) قدم ، والمدينة التي فيها المعسكر ترتفع عن سطح البحر بـ ( 14000 ) قدم ، أي أن تدريبات إخواننا على أرض ارتفاعها ( 26000 ) قدم عن سطح البحر ، بين منحنيات الجبال الوعرة

3. مناخ كشمير في الشتاء ملئ بالثلوج وبارد جدا ، ويصل ارتفاع الثلج في الجبال إلى ( 20 ) قدم أو أكثر

4. التدريبات تتضمن المسير ليلا ونهار مع حمل حقيبة وزنها ( 35 ) باوند ، وتستمر لسبع ليالي يقوموا بالتسلق وعبور نقاط حراسة مليئة بالجنود والأسلاك الشائكة والشراك المتفجرة .

ورغم كل ما ذكرت كان أبو آدم في مثل تلك الظروف ومع قسوة التدريبات يحافظ على صيامه ، وكان إفطاره على قليل من الماء من إحدى الينابيع أو الأنهار الجارية المليئة بالطين بالإضافة إلى العدس الذي يؤذي معدته ، فقد كان مصاب بداء في معدته ، رغم ذلك ولأن من طبعه أتقان العمل كان يزيد من أثقاله ويتدرب مهما كانت الظروف قـــائلا : ( إذا أعنت الله ، فالله دائما سيكون في عونك ، ويجعل أقدامك أكثر تحملا ).

كان قلبه يلهج بذكر الله والدعاء بأن يجعله أكثر تحملا ولياقة وقوة ، ويستمر ويقسو على نفسه حتى في الليالي الباردة بينما الكثير من إخواننا يغطون في نوم ثقيل في أحضان بيوتهم الدافئة ، كان يعمل ويدعو ويصعد جبال الثلج بأقدام أصابها التقرح من شدة البرد ، ويصرخ الله أكبر بحلق أصابه الجفاف وجسم أنهك وضعفت قوته مع صيامه ولكن كانت هناك طاقة أعظم من الطعام ، وهي الإيمان بالله ، وبأن له اخوة في كشمير بحاجة له ولأمثاله ، ومن يدري قد يأتي يوم نحتاج لأمثال أبو آدم ، مضت ( 124 ) يوما ، اليوم كالسنة في تلك التدريبات القاسية وأنهى أبو آدم تدريبات الكوماندز التابعة لكتيبة أبو الأشقر الطيب ، مع معاناته ومرضه ، فقد أصيبت أقدامه بالتقرح الجليدي واستمر فقده للشعور بأطرافه حتى بعد دخوله الربيع ، وأنهكه الداء في معدته وعندما سألته عن حاله وماذا سيفعل ؟

كانت إجابته : (( سأستمر بغض النظر عما أشعر به ، لن أتوقف بعدما اجتزت ما أنجزته )) . لقد عجبت دائما بإصراره ، وبعد عدة أسابيع تماثل أبو آدم للشفاء بإذن الله ، واستلم الرسالة التي ينتظرها ويعد العدة لها ، قال له الأمير : ( جهز قناعك ، أنت ذاهب لجامو للانطلاق ) كاد أبو آدم يطير من الفرح والسعادة وقال لي : ( أخيرا ، لقد أتيحت لي الفرصة للجـهاد في سبـيـل الله ) . بعد أسبوعين ونصف التقيت مع أبو آدم في قاعدة الجهاد لنبدأ التغلغل في الوادي المحتل ، كنا ننتظر الفرصة المناسبة للتغلغل حتى نهاجم أعداء الله من الهندوس والسيخ الملعونين من الجيش الهندي ، فترة الانتظار هذه من أصعب الفترات في حياة المجاهد ، وتسمى فترة الرباط ، يحتاج المجاهد فيها أن يسيطر على أفكاره ومشاعره ويشغل وقته قبل المواجهة . شخصيته وأخلاقه :- كان أبو آدم هادئ الطباع ولو تكلم بصوت عالي ، كان يتميز باللين والبساطة وحلاوة المعشر لم يتصرف بغلظة أو يناقش بواقحة أي إنسان . كان دائما بعد أن يؤدي صلاة الفجر يركض ما يقارب الميل والنصف وهو يحمل على ظهره حقيبة تزن خمسون باوند من الحجارة ، ويتسلق برج المياه وهو يحمل هذه الحقيبة ثم يعود إلى القاعدة ويتناول الإفطار مع إخوانه ، ثم يتوجه إلى المسجد الصغير ويقوم بحفظ القرآن وبعد الأدعية المختارة من حصن المسلم .

كنت أنظر لأخي أبو آدم كزاهد حقيقي ، كان لا يتوانى في تقديم المساعدة والصدقة لإخوانه المحتاجين ، وكان يلف عنقه دائما بوشاح ( غتره ) ذي اللونين الأبيض والأسود ولقد رأيت صورة له عند بداية إسلامه وقد كان يرتديها ، كان رحمه الله يذكرنا دائما بالله وباليوم الآخر. وفي أحد الأيام جلس بعض الأخوة يتباهوا في حديثهم ( غفر الله لهم ) وعندما اخذوا بالحديث غضب أبو آدم وقال : ( أيها الرجال أنتم تقتلون إيماني بهذا الكلام ، خافوا الله ) رحم الله أبو آدم فقد كان من المحافظين على التهجد في الثلث الخير من الليل فلا أذكر أن فاته صلاة تهجد طوال معرفتي به . كنت معجب بفطنته وإدراكه للأمور ، دائما أشعر برغبة في الجهاد وفي ذكر الله وأنا معه ، أسأل الله أن يجمعنا في جنات النعيم مع الشهداء …… آمين.

في أحد الأيام كنا نائمين بعد صلاة الظهر ، استيقظت وخرجت لأحصل على بعض الهواء المنعش ، وعندها رأيت أبو آدم يتدرب على سلاحه في الشمس الحارقة ، فوقفت مندهش أفكر ( سبحان الله ، متى يتوقف ؟ أدعو الله أن يعطينا العزيمة والإصرار مثله ، آمين ) . والحمد لله فقد من الله على أبو آدم بالشفاء من الداء الذي في معدته ، فقد قررنا أن نقوم بالحجامة على هدي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، وكان أبو آدم أول المتقدمين للحجامة وبعد أن خرج الدم من كتفيه لم يعد يشعر بالمرض والحمد لله . الانطلاق ( الهجوم ) :- في الخامس من يوليو جاء الأمر لمجموعتنا المكونة من عشرة أخوة بالانطلاق للأراضي المحتله وبعد يومين من الاستعداد كانت الأسلحة قد اختبرت ، ونظفت ، وأعدت ، والأجهزة والمعدات وزعت ، والعزائم والهمم أججت ، والقلوب ملأت بالإيمان وبحب لقاء الله ، لقد حان الوقت ، وأصبحت أحلامنا حقيقة أن الجهاد ( الله أكبر ) وللشهداء جنات عرضها السموات والأرض .

وكعادته كان أبو آدم يحمل عدة وعتاد أكثر من غيره من الأخوة ، وللأسف لظروف خارجة عن إرادتنا افترقنا عن مجموعة أبو آدم ، وكان هذا آخر لقاء لنا ، لقد كان أبو آدم يبكي عندما افترقنا ، لأنه كان فرحا بالجهاد ، وكان يشعر أنه آخر لقاء لنا في هذه الدنيا . قال عنه أبو يحيى :- ( عندما كنا نتغلغل في منطقة الحدود الكشميرية ، وكانت هذه المنطقة شديدة السواد مظلمة مليئة بالغيوم ، كان أبو آدم في المقدمة دائما ولم يتقهقر ، وعندما توقفنا لنستريح لعشر دقائق ، نظر أبو آدم للسماء ، وقال ( الحمد الله ) فاستفسرت عن قوله ، فقال : ( دائما كنت أحلم بأن أملك سلاح وسكين وقنابل ، وهاأنا أمتلك كل هذا في سبيل الله ، والحمد لله .. ) . بعد خمس أيام من التوغل في الليل ، نجح أبو آدم ومجموعته من التسلل للوادي المحتل في كشمير ، وكان لأبو آدم دور فعال في الهجوم على مواقع الجنود الأعداء ، وبعد شهرين ونصف من الجهاد نال أبو آدم ما كان يتمناه ، وما أعد له طويلا ، نال الشهادة في سبيل الله ( نحسبه كذلك ) .

كانت المعركة بين أعداء الله ومجموعه أبو آدم شديدة ، سقط فيها من الكفرة ( 34 ) ، وقدروا من قتلوا بيد أبو آدم بسبعة عشر الله أكبر . وفي لحظة استشهاده ( نحسبه من الشهداء ) حلمت أن أبو آدم قادم للقاعدة ووجهه مستبشر ضاحك لرؤيتي ، وشعره قد طال ، وملابسه مليئة بالدماء ، فاستفسرت عن المعركة فأجابني ( كانت شاقة ، ولكن تستحق العناء ) فاستيقظت لأتلقى نبأ استشهاد أخي أبو آدم ( إن شاء الله ) رحمه الله ، لقد سبقنا إلى هدفنا وحلمنا الشهادة في سبيل الله . أذكر انه قال لي : ( أريد أن أصاب في صدري ، حتى لا تخرج روحي بسرعة ، وأدعو الله أن نأتي ساحة المعركة قبل خروجها ) . أتمنى أن أعرف هل حقق أمنيته ؟؟ أبو آدم الأمريكي لم يتعاطى المخدرات ولم يمارس الفاحشة كغيره من الشباب الأمريكي قبل إسلامه وهذا شئ نادر . وصل خبر شهادته ( نحسبه كذلك ) لعائلته الأمريكية غير المسلمة في أطلنطا – جورجيا ، وعندما تلقت العائلة الخبر أنار الله قلب أخته ليزا للإسلام ، وأدعو الله أن تكون مثل أخيها أبو آدم وبمثل عزمه وإخلاصه للإسلام . رحم الله أبو آدم الأمريكي ... ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ) كتبه الفقير إلى ربه أبو ……………………………



عملية استشهادية في القدس

اقدم قصة هذا الاستشهادي البطل الذي حمل القنابل على جسده الطاهر حينما عجزت طائرات العروبة والإسلام عن حملها ، ليطهر بأشلاء جسده الطاهر وبدمائه ارض الإسراء والمعراج التي دنسها اليهود الأنجاس ، هذا الحكاية التي تبرز فضل الاستشهاديين قطعا لالسنة المشككين وتثبيتا لقلوب المؤمنين ..القصة كما يرويها الأسير حسن سلامة :

كنت مع المجاهد الشهيد رائد في البيت ،ليلة قبل تنفيذ العملية الاستشهادية في القدس , وكان المقرر أن أو دعه في تلك الليلة ليذهب إلى المكان الذي سينطلق منه لتنفيذ العملية ,فطلبت منه أن يخلد إلى النوم ليرتاح قليلاً قبل السفر ,بينما أعد أنا الطعام , لما فرغت من الطهي الطعام أيقظته حتى يشاركني في الأكل , فلاحظت أنه قام شارد الذهن .ثم لم يلبث أن أجهش بالبكاء ، فظننت أن الرجل غير نيته , فحاولت أن أهدئ من روعه وقلت : لم يحدث شيء بعد ومازال بإمكانك التراجع هيا نأكل الطعام وبعد ذلك نتحدث فرد علي باستغراب : ماذا تقول ؟

وقال : لقد كنت قبل قليل في الجنة ولا ادري لماذا أنا حتى الآن هنا !!ثم روى لي ما شاهده في منامه قائلا : ما أن خلدت إلى النوم حتى شاهدت السماء تفتح وينزل منه نور عظيم واحاط بي هذا النور ورفعني إلى السماء .... إلى الجنة ... ارجوا أن يكرمني الله في هذه العملية بحصد اكبر عدد ممكن من أرواح أعداء الله اليهود .وقد كان له ما تمنى ، صدق الله فصدقه .



أبو زيد القطري

قصص الشهداء العرب في البوسنه 6)ابوزيد القطري-الهاجري 6)ابوزيد القطري-الهاجري- ابو زيد القطري شاب في ريعان شبابه ووردة في مقتبل العمر من اهالي قطر ومن سكان مدينة الدوحه التي انجبت ذلك الأسد ، والده يعمل بالجيش القطري برتبة رفيعه وعندما بلغ عمر ابنه الرابعة عشر عاما بدأالأب بأخذ ابنه معه للجيش واستطاع الأب ان يلحق الابن في الجيش فتعلم ما يستطيع ويناسب سنه

حتى بلغ عمره سبعة عشر عاما وكانت في تلك الفتره احداث البوسنه والهرسك قد غطت على كل الاخبار واقضت مضاجع الأخيار ومن كان به خير هب وطار لنصرة اخوانه هناك بالنفس او المال المدرار واخذ ابوزيد يتتبع الاخبار وكيف يستطيع نصرتهم والافكار تراوده ان يكون ممن قدموا انفسهم لنصرة ورفع شأن دينهم على دمائهم واشلائهم حتى وفقه الله بأربعة من شباب قطر الأخيار هم ابواحمد وابومصعب وابو معاذ وكانوا ينوون الذهاب الى البوسنه ومناصرة اخوانهم هناك علهم ان يلحقوا بركب ابوصالح القطري وابو معاذ القطري وابوخالد القطري رحمهم الله جميعا ، وفعلا تحرك الابطال ومعهم ابوزيد رحمه الله وواجهوا المشاق والمتاعب وتركوا الدنيا بزخارفها وزينتها وبهرجها خلف ظهورهم ويمموا يطلبون الشهادة .

وصلوا الى البوسنه والتحقوا بكتيبة المجاهدين بعد اشهر اضطر رفاق دربه ان ينزلوا الى اهلهم في قطر ففكر وفكر وهم طلب الشهادة يراوده حتى اتخذ قراره القاطع بعدم الرغبة في الرجوع الى قطر ، وفعلا ودع اصحابه وهو يحاول ان يثنيهم عن قرارهم ولكن دون فائده و في شتاء عام 1994م نزل المجاهدون من الخنادق الى الخطوط الخلفيه للراحة شهرا كاملا لان في هذا الشهر تتعاظم الثلوج وتكون بالأمتار وهنا في الخط الخلفي للمسلمين تجمع المجاهدون في مدرسه للبوسنيين وفي هذا المكان ظهرت صفات الشهادة على اخينا ابي زيد القطري من تواضع وايثار لاخوانه حيث كان هو من يقوم بتوزيع الأكل على المجاهدين ولا يأكل حتى يقوم آخر مجاهد من المائده ثم يأكل ما يجد ، وكانت روحه مرحه ويحب ملاطفة الشباب والترويح عنهم وفي الليل فلا تسل عن قيامه وخشوعه وتذلله بين يدي ربه وفي النهار صيام يوم وافطار يوم بعدها تحرك المجاهدون باتجاه الجبهه للقيام بواجب الحراسه وبينما هو يحرس ذات يوم والسماء صافيه والثلوج تملأ الأرض وفي آخر الليل كان امير الخط يتجول على الخنادق فرأى ابي زيد مشخص البصر للسماء وينظر بإستغراب شديد اليها فناداه الأمير يا ابا زيد…ابوزيد…ابوزيد فلم يرد عليه حتى اقترب منه الامير وهزه ماذا بك قال لا شيئ قال والله لتخبرني

قال والله لقد رأيت السماء وكأنها انفتحت واذا بإمرأه من اجمل من رأيت في حياتي تشير لي بيدها وتسلم علي ، كتم الأمير ذلك الأمر وواصلا الحراسه ، واقتربت معركة الفتح المبين واستعد الأسود لخوض هذه المعركه الهامة والحاسمه والتي يقول عنها الخبراء العسكريين ان المنطقه-الجبهه- لاتفتح الا بالطيران الحربي وقد جرب الجيش البوسنوي فتح المنطقه من قبل وباءت كل محاولاته بالفشل ، تقدم المجاهدون الى تلك المنطقة الحصينه وكل منهم لسان حاله يقول: سأحمل روحي على راحتي والقي بها في مهاوي الردى وكان يتمنى الشهادة بصدق من قلبه بعد ان يثخن في اعداء الله الصرب ويذيقهم العذاب في الدنيا قبل الآخره وعندما بدأت المعركه وتعالت صيحات التكبير سقط اخونا ابوزيدالقطري رحمه الله شهيدا مقبلا غير مدبر نحسبه كذلك ولا نزكي على الله احدا … فرحم الله ذالك البطل الصغير في عمره الكبير في افعاله ذو السبعة عشر عاما … فوداعا ابي زيد والى جنات الخلد ان شاء الله ….



أبو معاذ الكويتي

قصص الشهداء العرب في البوسنه(5)- ابومعاذالكويتي (عادل الغانم) (5)- ابومعاذالكويتي (عادل الغانم) ترى الرجل النحيل فتزدريه وفي اثوابه اسد زؤور رجل من رجالات هذه الأمه والتي قلما تجود بمثله نساء هذا الزمان من مواليد الكويت تربى وعاش على روح المغامره وحب التحدي فكانت له صولات وجولات قبل ان ييسر الله له طريق الهدايه وكان ممن يشار له بالبنان في

الكويت حيث انه كان من اشهر العدائين واحرز للكويت كذا بطوله هداه الله عز وجل ونفسه تتوق للعزه والكرامة حتى وجد ضالته في الجهاد في سبيل الله فعقد العزم على السفر الى بلاد الأفغان لنصرة المسلمين هناك ونيل شرف الجهاد والإستشهاد وفعلا وصل هنالك وكان مميزا من بين اخوانه المجاهدين حتى اصبح قائدا من قادة المجاهدين ، مكث رحمه الله فترة طويله في افغانستان بالسنين وكانت له صولات وجولات ومن قصصه البطوليه كان في منطقة يقوم بحراستها مع الافغان فسمع ان قائدا روسيا موجود في الجبهة التي تواجهه من اعداء الله فعزم ان يأتي به اسيرا وفعلا رسم الخطه ونزل باتجاه العدو حتى وصل اليهم دون ان يشعروا به ولكن لم يرد الله ان يؤسر ذلك القائد الروسي وانكشف امر ابي معاذ والاخ الذي معه فتراجعوا تحت وابل النيران حتى احتموا في بيت طين مهجور وبدأالشيوعيين بالبحث عنهم وطال الانتظار

فأراد ابي معاذ ان يرى الأحوال بالخارج واخرج طرف عينه من النافذه فإذا وجهه بوجه الشيوعي فقتله فانفضح امرهم وبدأوا يقصفونهم من كل حدب وصوب حتى قتل الأخ المجاهد الذي مع ابي معاذ وتم تبادل اطلاق النار وزحف ابي معاذ وخرج من البيت ونجاه الله وعاد الى المجاهدين وكان رحمه الله يدرب المجاهدين الجدد بإنزالهم مباشرة معه في الترصد ومباغتة الشيوعيين بكر وفر وما زالت قصص شجاعته ومغامراته يعرفها من كان هناك ، بعد سنوات حافلة بالبطولات والتضحيات اعتدى العراق على دولة الكويت فسمع بذلك رحمه الله فرجع مباشرة الى الكويت للدفاع عن بلده وكانت له القصص المشهوره حتى رجعت الكويت لأهلها فمرض رحمه الله

فعكف على كتب اهل العلم يحصن نفسه من الجهل وليزداد معرفة بمسائل الجهاد وكان وقتها احداث البوسنه والهرسك قد غطت على احداث العالم ومجازر الصرب المروعه لم تفارق مخيلة كل مسلم واغتصاب الكلاب للمسلمات لم يجعل للقعود والتنعم مجالا فذهب رحمه الله الى مكه ليأخذ عمره وأخذ غفوة بعد العمره فرأى اطفال البوسنه ورجالهم ينادونه بإسمه فاستيقظ وبدأيفكر تفكير جدي بالذهاب هناك فأعد العده وانطلق هنالك في عام 93 وشارك اخوانه بعض العمليات ثم رجع للكويت لينقل الصوره ويجمع التبرعات وفعلا رجع للكويت وكان شعلة متقده رحمه الله وجمع مايستطيع

وفي ذات يوم قال له احد الكويتيين اتعرف فلان قال نعم اعرف اسمه وكان من كبار تجار الكويت فقال له اذا وصلت اليه فسيكفيك عن طلب التبرعات فقال كيف اصل اليه قال حاول ولكنه هو هو من سيكفيك في امر التبرعات ، وفعلا ذهب وحاول وحاول حتى وصل اليه وقال ممكن اتكلم معك لحظه ارجوك فقال التاجر له هيا بسرعه فأخبره عن احوال المسلمين هناك وما شاهده من اهوال ومصائب من قتل الشيوخ والأطفال واغتصاب النساء والقتل والتشريدو...و...و..

فكانت المفاجأه برد التاجر عليه ان بصق بوجهه بكل احتقار وقال لست متفرغا لك ولبوسنوييك فرد عليه بلطف وقال ابومعاذ هذه البصقة التي في وجهي لي انا ولكن ماذا ستعطي اخواننا هناك؟

فأثرت هذه الكلمه في نفس التاجر وقال له سامحني واطلب ما تريد رجع رحمه الله الى البوسنه في عام 94 في نهاية الحصار الكرواتي على البوسنه والتحق بكتيبة المجاهدين وكان مدربا بها حت اتت معركة فيسيكو قلافا فاحتاجوا له رحمه الله وكان اميرا على مجموعه وانتقل المجاهدون الى جبهة زافيدوفيتش وكان عدد المجاهدين قد كثر لان الحصار الكرواتي قد زال فكان رحمه الله اميرا على قمة من القمم الثلاث هناك وكان رحمه الله اذا خرج بمجموعته للحراسه يقف بعد كل مسافة قصيره يتفقد المجاهدين ويريح المتعبين ويبث في نفوسهم روح الاحتساب

وهكذا نزل الثلج بغزارة خلال تلك الأيام وانحاز المجاهدون الى مدرسة في المدينه ليرتاحوا من مشقة الثلج وصادفت هدنة مع الصرب خلال هذه الفتره امره المجاهدون على امارة العرب في الكتيبه لما يتمتع به من اخلاق فاضله وابتسامة بشوشه يتميز بها عن غيره دون تكلف او تصنع وكان شجاعا مقداما حليما متواضعا ويؤل الرؤى فكان رحمه الله كالأم للمجاهدين يواسي هذا ويعود هذا وينصح هذا ويسهر على راحة هذا حتى احبه البوسنويين قبل الأنصار المجاهدين وتملك حبه قلوب الشباب المجاهد حتى اتت معركة الفتح المبين وتقسمت المجموعات ونادى المنادي ياخيل الله اركبي وتدافع الأبطال

وبدأت المعركه فكان يوجه المعركه وهو واقفا كالجبل الأشم وسلاحه معلق على كتفه وهو يوجهه المجاهدين ويتابعهم بحرص والرصاصات والقذائف تمر من بين يديه ومن فوقه وهو لاينثني يتابع المجاهدين ويوجههم فسبحان من اعطاه الشجاعه والثبات انتهت المعركة بنصر لجند الرحمن وبعدها بشهر كان هنالك معركة اخرى نزل ابومعاذ رحمه الله الى المدينه وكان عازما على الزواج من بوسنويه واستصدر لها فيزة في الكويت وقرب زواجه ولكنه اجله لحين انتهاء العملية الثانيه ثم رجع للجبهه يحرس ويتابع . نزل ذات يوم هو وابي العلاء اليمني رحمه الله واحد المجاهدين من الجبهة سيرا على الأقدام وتوقفوا عند مقبرة الشهداء العرب والبوسنويين رحمهم الله واذا بقبرين محفورين بهما ماء كثير فقال ابوالعلاء اليمني وهو من حفظة كتاب الله الذي سيوضع في هذا القبر مسكين ستغمره المياه فقال ابومعاذ المهم نقتل ويتقبلنا الله ولامشكلة بعد ذلك في الدفن وبعد المعركة دفن ابي العلا وابي معاذ في ذانك القبرين الذين كانا يتحدثان عندهما .

اقترب موعد معركة الكرامه واستعد المجاهدون لها ايما استعداد وبدأت المعركه وانتصر جندالله وانقلب الصرب بغيظهم خاسرين مهزومين وبدأت عملية تثبيت الخط وانتصف النهار وابي معاذ رحمه الله يتابع سير الخنادق وحفرها حتى صعد على قمة جبل فإذا بصربي لئيم جبان قد اقتنص ابومعاذ رحمه الله بطلقات سقط على اثرها شهيدا نحسبه كذلك ولانزكي على الله احدا وكانت الفاجعة بمقتله رحمه الله بأن فقدت الأمه احد رجالاتها المخلصين وفقدت ارض الكويت احد ابنائها البرره وفقد المجاهدون احد قادتهم النادرين المتمكنين فرحم الله ابامعاذ الكويتي واسكنه فسيح جناته وكان في وصيته بأن ترك مايملكه في الكويت وهو محل لبيع العسل لصديق له في الكويت ضعيف الماده فانظر كيف لم ينسى اخوانه وانظر رحمك الله لوفائه فوداعا يا عادل.



أبو همام الشهراني

قصص الشهداء العرب في البوسنه /ابوهمام الشهراني الجنوبي/// شاب من سكان مدينة خميس مشيط في جنوب المملكة العربيه السعوديه نشأ على طاعة الله حيث انه من صغر سنه وهو في حلقات تحفيظ القرآن الكريم يغلب عليه طابع الهدوء والتواضع ولين الجانب والبساطة المطلقه وصفاء القلب الذي تميز به عن غيره ، بدأت احداث البوسنه وهو في العشرين من عمره فكان

يتابع اخبار اخوانه بكل الم وحسره وكان يتمنى ان يقدم لهم أي شئ بإستطاعته وبينما هو ذات يوم جالسا مع احد اصحابه يتبادلون مشاعر الحزن تجاه البوسنه ورغبتهم في المشاركة في الجهاد هناك وفعلا عقدوا العزم واخذوا يسألون ويتتبعون الأخبار وكيف الوصول لتلك البلاد حتى وجدوا الطريق وذهبوا الى كرواتيا حيث طريق الدخول ولكن الكروات ردوهم ولم يدخلوهم فرجعوا بكل حسره واعينهم تفيض من الدمع ثم اعادوا الكره بعد فتره حتى كتب الله لهم الدخول الى البوسنه في نهاية شهر جمادى الآخره من عام 1415هـ وصل الرفاق الثلاثه الى كتيبة المجاهدين وكانوا على مستوى عالي من الخلق والدين وذهبوا للمعسكر وتدربوا وبعد ذلك ذهبوا الى الجبهه

وكان الأخ ابوهمام رحمه الله يتمنى الشهادة في كل لحظه وكان حريصا على ان يتم حفظه للقرآن ومراجعته له وكان رحمه الله صاحب صوم النوافل وصاحب قيام ليل ومكث مرابطا قرابة الستة اشهر حتى اتى صيف عام 95 فوقعت معركة من اكبر المعارك في البوسنه والتي ذاع صيت المجاهدين فيها بين اعداء الله حيث حدثت معركة الفتح المبين وهي والله على اسمها حيث كان الصرب مسيطرين على قمم مهمه واستراتيجيه ومتحصنين فيا اشد تحصين وفقد الجيش البوسنوي الأمل في استردادها حيث جرب من قبل فمني بأعظم الخسائر في الأرواح وبعدها اجمع القادة البوسنويون على ان المنطقة لايفتحها الا سلاح الطيران الذي لايملكه الجيش البوسنوي وطلبوا من كتيبة المجاهدين ان تذهب الى المنطقه وتحاول فتحها

وفعلا توجه الأسود نحوها ومكثوا يرابطون بها قرابة الثمانية اشهر حتى اتى يوم المعركه وقسمت المجموعات وكانت لكل مجموعة قصص ولكل مجموعه شهداء فكان ابوهمام رحمه الله مع مجموعة ابوسعد الفلسطيني كانت العمليه بعد الفجر وكان الوقت مظلما جدا ويقول احد المجاهدين لم نستطع ان نميز الخندق الذي به الصرب وبدأت المعركه فكنا نرمي بالقنابل اليدويه فقتل من قتل من الصرب ولكن هذا الخندق استعصى علينا حيث ظل يقاوم لفترة كبيره حيث ان احد الصرب لم يمت فلما تقدمنا نحوه هرب الصربي واتى من خلف الخندق فقتل ابوالغريب البريطاني رحمه الله وهرب الصربي بين خمسة من المجاهدين وكانوا يظنونه الأمير يريد التقدم ولكن عناية الله ورحمته وخوف الصربي وهلعه لم يستطع ان يقتل الخمسه وكان باستطاعته قتلهم

فتبعه احد المجاهدين حتى اكرمه الله بقتله وتقدم الاخوه ووجدوا صربي جريح متواري فقتله احد الاخوه من القصص العجيبه ان الأمير ابوسعد الفلسطيني اقتحم على خندق به اثنين من الصرب وهو يكبر فلما اقتحم عليهم واصبح وجها لوجه معهم واراد ان يطلق عليهم تعطل سلاحه الكلاشن ولم تخرج منه طلقة واحده فانقض الأسد ابوسعد على الصربي بمؤخرة الكلاشن على وجه الصربي واتى الصربي الآخر فأطلق عليه فتفاداها فأصابت يده واذا بأحد المجاهدين من ارض اليمن ينتبه للموقف فيطلق على الصرب بسلاح البيكا فأرداهم قتلى وسلم الله ابوسعد

المهم تقدمنا بعد سقوط الخنادق نحو قمتي الجبلين حيث كانت ثلاث قمم وكان عدد الاخوه قليل حيث قتل منا اثنين من الاخوه وجرح الكثير ……. ومنهم الامير فآلت الاماره الى احد الاخوه القدامى فنزل هو وابوهمام رحمه الله نحو خندق مبيت للصرب كبير وبه عدد كبير من الصرب فحاصر القائد وابوهمام الخندق واخذوا يطلقون على الصرب بنيران كلاشناتهم حتى هرب الصرب من الخندق وبعد ذلك اتى ابوهمام وطلب من الأمير ان يلقي نظره على الشهداء ابوعبدالله الشباني وصفي الدين اليمني والغريب فقال الأمير نحن عددنا قليل والمنطقه تحتاج للحراسه فلا تذهب فألح عليه ابوهمام فوافق بشرط السرعه فذهب وألقى نظرة عليهم وقبلهم ورجع

فلما رجع طلب الأخ ابوسليمان الحضرمي من الأمير ان يلقي نظره ويرجع فرفض الأمير فرجع الاخوه الى خنادق حراساتهم فسقطت قذيف بالقرب من الأخ حاطب المني فأصابته في بطنه فقتل رحمه الله وماهي الا دقيقه حتى سقطت قذيفة اخرى بين ابوهمام وابوسليمان فقتلا على الفور رحمهما الله وتقبلهما من الشهداء في سبيله وكان ابو سليمان من حفظة كتاب الله ولا يختلف في اخلاقه ودينه عن اخيه ابي همام رحمهما الله جميعا.



أبو عمر الحربي

قصص الشهداء العرب في البوسنه (3)ا ابوعمر الحربي(عبدالعزيز الحربي): ان الأنامل لتحتار والحروف لتختلف حين يقف مثلي يكتب عن الجبل الأشم والطود الشامخ والعلم في ارض الجهاد في البوسنه والهرسك ابوعمر الحربي؟؟ سيرته على كل لسان عربي كان او بوسنوي لانه صاحب القلب الطاهر والمحبة لاخوانه والتفاني لخدمتهم والايثار لهم لايفرق بين عربي وعربي او مجاهد وآخر كلهم احبهم ويحبونه ويودهم ويودونه كان ممن شارك اخوانه الجهاد في

افغانستان تلك البلاد التي صنعت الرجال امثال المعتز بالله وابوثابت ووحي الدين المصريين رحمهم الله الذين اثروا في بلاد البلقان بخبرتهم العسكريه واخلاصهم ولا نزكي على الله احدا بعد ان تم فتح كابل وبدأت المعارك بين الأفغان ذهب الى السعوديه حيث مكث عند اهله وهو يتقلب على احر من الجمر يريد الذهاب للمشاركة في الجهاد هناك ونيل شرف الشهاده ، وكانت رحلته في عام 1414هـ الى بلاد البلقان حيث كان الحصار الكرواتي على اشده في ذلك الوقت والمعارك بينهم وبين المسلمين مشتعله فذهب الى ايطاليا حيث محطة الترانزيت للمواصلة الى زاغرب فنزل هو واحد رفاقه الى ايطاليا وخرجوا من المطار لكي لايلفتوا الانتباه الى ان يحين موعد الرحله وصاحب ابوعمر لايملك التأشيره واوهويملكها فأوقفتهم الشرطه خارج المطار واخذوا يسألون ابوعمر عن التأشيره ولايعرف يخاطبهم الا بلغة الإشاره فأخذت الشرطه صاحبه وتركت ابوعمر الذي جن جنونه كيف واين ومتى سيرجع صاحبه؟ والى اين اخذوه؟

فلما تبقى على الرحله القليل ذهب الأخ للمطار حزينا على فراق صاحبه ولا يعلم ما يقول لمن يسأله عنه اين هو أو ماذا صار امره وبينما هو يتأمل بحزن اذا وجد صاحبه قد قطعوا له تذكره على رحلة اخرى وتقابل هو واياه فأخذ بالبكاء من الفرحة لمقابلة صاحبه فرحم الله ذلك القلب الرقيق فانطلقا نحو بوابة الاقلاع متجهين الى زاغرب ومكث بها قرابة الشهرين ينتظر الطريق ان يفتح حتى كتب الله له الدخول الى البوسنه والتحق بكتيبة المجاهدين العرب واحبه اخوانه البوسنويين قبل اخوانه الأنصار حيث يسهر على راحة المرضى والجرحى ويشارك المهمومين في همومهم ويسري عن المجاهدين بروح الدعابة التي وهبها الله اياه حتى ان امير الجبهه ماكان يسمح له ان يغادر الجبهه الا بالنادر للفراغ الذي يتركه بين الاخوان

. كان ذات مره صائما يوم الاثنين وهو جالسا في مسجد جبهة شيريشا ينتظر الاذان لكي يفطر هو وابو زياد النجدي رحمه الله واثنين من الاخوه متحلقين حول صحن التمر يدعون الله وينتظرون الاذان وكان احد الاخوه المجاهدين يقود سياره بالخارج بها تموين، وموقع معسكر المجاهدين في منزل منخفض في الأرض فلما نزل الاخ بسيارته وكان الجو ممطرا تزحلقت سيارته نحو المسجد بسرعه والمسجد مبني من خشب هش فاخترقت جدار المسجد والناس في هدوء وطمأنينه فدخلت السياره بصوت مرعب وسرعة مذهله فالتفت ابوعمر فإذا مقدمة السياره تضرب كتفه والاخوة الصيام تحتها فأغمي عليه فلما افاق قال ضننتها قذيفه ضربتني فاستبشرت بأنني كنت صائما لألقى الله وانا صائم مرابط في سبيله ولكن الله لم يشئ لي.

مرت الايام وكان كلما تراوده الأفكار بالرجوع الى اهله يقول انا لم آتي هنا الا لأصاب هنا وادخل الجنة من هنا( وكان يؤشر على رأسه) مرت الأيام حافلة بقصص ابوعمر المرحه ومقالبه مع اخوانه وشجاعته واقدامه وكان رحمه الله يرفض الاماره رفضا شديدا حتى الزم بها في عملية الكرامه فكان اميرا على مجموعة معه في شهر صفر لعام 1416هـ وتحرك بمجموعته نحو الصرب بكل ثقة وشجاعه وكان الصرب على علم بقدوم المجاهدين لهم في تلك الليله حسب اخبارية اتتهم من الUN فكانوا مستعدين فأمر ابوعمر الحربي رحمه الله المجاهدين بالتوقف وتقدم قبل بداية المعركة بقليل فكان الصرب يمشطون بشكل اعمى فأصابت ابوعمر رصاصات في صدره وقع بعدها مقتولا رحمه الله وكان قد حادث والدته ووالده حفظهما الله وكانوا يستعطفونه ان ينزل لهم ليرونه ثم يرجع لأن لهم سنة ونصف لم يروه خلالها فأخبرهم انه بعد هذه المعركه سيرجع اليهم وقال جهزوا لي العروسه اريد الزواج فور رجوعي ولكن الله اختار له زواج من نوع آخر ان شاء الله فرحم الله ابوعمر الحربي وتقبله في عداد الشهداء ورآه احد الإخوه الأفاضل في رؤيا بعد مقتله فقال له ماذا حدث لك بعد مقتلك فقال ابوعمر رأيت اثنتين من اجمل النساء احداهن تمسح التراب عن وجهي وتقول لي لاتخف يااباعمر لاتخف يا اباعمر فوداعا اباعمر الى جنات الخلد ان شاء الله والهم والديك الصالحين ولا نزكي على الله احد الصبر والسلوان



الصفحة الرئيسية
اطبع هذه الصفحة العودة إلى الخلف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق